«غطة» في بيروت... طرح حالات طبية للمرة الأولى على المسرح
انطلقت عروض مسرحية «غطة» على خشبة مسرح الجميزة في بيروت. ترتكز على حالة طبية تطرح للمرة الأولى ضمن مشروع فني مسرحي، وهي الجلطة الدماغية الصامتة.
مسرحية «غطة» من تأليف رالف معتوق، وإخراج يمنى مواقدية، وتمثيل نيللي معتوق ورالف معتوق. تتمحور حول لينا (نيللي معتوق)، امرأة تستيقظ من قيلولتها وهي لا تتذكّر شيئاً عن الخمس عشرة سنة الأخيرة التي عاشتها.تبدأ من تلك اللحظة رحلة البحث عن هذا الماضي المنسيّ، وتحاول من خلالها استرجاع ذاتها وذكرياتها كاملةً، بمساعدة شخص (رالف معتوق) وجدته معها في غرفة النوم.تظهر لينا في المسرحية بشخصيتين مختلفتين تعكسان أبعاداً نفسية واجتماعية وتراكمات بسبب تأثيرات العادات والتقاليد والمفاهيم التي نشأت عليها، فضلاً عن معاناتها الجديدة بعدما تركها زوجها بعد إصابتها بالجلطة وأخذ ابنها الوحيد وسافر حارماً إياها من رؤيته.
حالات إنسانية
تكمن أهمية المسرحية في أنها تعرض على خشبة المسرح للمرة الأولى الانفعالات التي يمرّ بها من يصاب بهذا النوع من المرض، من خلال حالات إنسانية يعيشها البطلان مستمدة من الواقع المؤلم. المفارقة في المسرحية أن زوج لينا الذي يُفترض أن يكون الأقرب إليها في محنتها يتخلى عنها، فيما يساعدها شخص غريب تجده فجأة في غرفتها، بعدما نسيت آخر أحداث 15 سنة من حياتها. وعلى مدى ساعة ونصف الساعة يكتشف المشاهد تاريخ هذه المرأة، بأسلوب واقعي قريب من الناس ويحمل أسئلة كثيرة. المسرحية هي العمل الكتابي الثاني لرالف معتوق بعد كتابه الأول «46».واقعية وتوعية
اللافت في الفترة الأخيرة اتجاه المسرح اللبناني ناحية القضايا المعقدة التي تطاول عمق حالات صحية تشكل منعطفاً خطيراً في حياة من يصاب بها، وفي هذا السياق عالجت مسرحيات قضية التوحد ومشاكل اجتماعية مخبأة في حنايا البيوت ولم يستطع أحد لغاية الآن المجاهرة بها أو التطرق إليها. هذه الظاهرة إن دلت على شيء فعلى أن المسرح هو المساحة التفاعلية المباشرة الأهم التي تعرض المعاناة من أي نوع، بغية الإضاءة عليها وإخراجها من القوقعة المسجونة فيها وتحويلها إلى قضية عامة، من الضروري التوعية حول كيفية التعامل معها للتخفيف من حدتها ومن آثارها السلبية، وهذا ما نجحت في إبرازه «غطة» ومسرحيات أخرى تندرج ضمن النمط نفسه. ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها رالف معتوق مع نيللي معتوق، فقد عملا سوياً في مسلسلات عدة، ولكن للمرة الأولى يلتقيان معاً على المسرح، وقد برز من خلال أدائهما أن ثمة كيمياء بينهما، لا سيما أن نيللي بدت كأنها تكسر الحواجز كافة لتعطي أفضل ما لديها، منطلقة من شغفها بالمسرح وجاهزيتها الدائمة لأداء الأدوار المطلوبة منها.بين الدراما والسينما
عشق رالف معتوق الدراما والتمثيل منذ طفولته، وبدأ مشواره الفني في الخامسة عشرة من عمره، ثم تخصص في التمثيل والإخراج ونال إجازة فيهما. كانت بداياته على الشاشة في ثلاثيات سلسلة «حكايات» مع الكاتب شكري أنيس فاخوري، ثم مع المخرجة ليليان بستاني في مسلسل «بدل عن ضائع» على شاشة «المستقبل»، وقد عاد معها بدور نزيه في «صمت الحب» على شاشة الـ«أو تي في». كذلك أدى دور مكتوم القيد في «سمرا»، وشارك في مسلسلي «صمت الحب وورد جوري». لرالف معتوق فيلم قصير بعنوان «12 ساعة»، شاركت في بطولته الممثلة القديرة وفاء طربيه، مدته 18 دقيقة، وعُرض في مهرجان الاسكندرية للأفلام وفي مهرجانات أخرى.
نيللي معتوق كسرت الحواجز كافة في أدائها لتقدِّم أفضل ما لديها