بدأت الفكرة بنشر خواطرك عبر مدوّنة إلكترونية فانتهى الأمر بإصدار كتابين، كيف حققت ذلك؟ لم أخطط يوماً لتأسيس صفحة إلكترونية أو ابتكار حالة مماثلة، أو أداء شخصية أو فعل ما يؤثر في الناس، أردت فقط أن أكون إنساناً حقيقياً بأفكاري، معبّراً عن الأمور كما أشعر بها. وهذا الأمر أثّر في المتابعين الذين رأوا فيّ شاباً لبنانياً يشبههم في يومياتهم وتطلعاتهم على الصعد الوطنية والعائلية والاجتماعية. وهذه الأفكار لا تنطبق على اللبنانيين فحسب، بل تنسحب عمن يعيش في الدول المحيطة مثل سورية والأردن وفلسطين.
لم برأيك حظيت بهذا التفاعل الإيجابي الكبير؟عبّرت عن الأمور بصدق بعيداً من التصنّع في الأفكار والمشاعر. لم أستح في إظهار عيوبي والتعبير عن شكوكي ومخاوفي، فشعر الناس بأن ثمة من يشاطرهم ضعفهم وشكوكهم وآمالهم بصدق من دون تكلّف.
خواطر في كتاب
إصدار كتاب يتطلّب شجاعة كبيرة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي؟شكّل إصدار الكتاب الأول «بيك أسود» قفزة نحو المجهول، لأن كل شيء من حولنا يتجه نحو العالم الرقمي الافتراضي فيما أعود إلى طباعة كتاب. إنما ما حصل فعلا هو أن هذه الخطوة إلى الوراء دفعتني بقوّة إلى الأمام. لم قررت جمع خواطرك في كتاب؟صحيح أنني نشرت خواطري وأفكاري عبر صفحتي الإلكترونية الخاصة إنما أردت حصرها بمكان معيّن ملموس وحقيقي. الكتاب رفيق المسافر وهدية يمكن تبادلها وعادة جميلة قبل النوم. أحبّ قراءة الكتاب وملامسة صفحاته لذا فكّرت بأن من يحبّ كتاباتي لا بدّ من أن يحبّ الكتاب مثلي. شكّل إصداري الأول تجربة في هذا الإطار، ففوجئت بحماسة الناس، ووقوفهم في الصف للحصول على نسختهم وهذا أمر صعب جداً، لذا أعتبر أنني حققت إنجازاً.يحفظ الكتاب حقوقك الفكرية أيضاً.طبعاً، فعندما نشرت خواطري، عمد بعضهم إلى استنساخها من دون ذكر المصدر، ففكّرت إمّا أن أحتفظ بها لنفسي من دون نشرها أو المخاطرة بسرقتها، لذا وضعتها في إطار يشكّل علامة فارقة تدلّ إلى أنني الكاتب حتى لو أزالوا اسمي. على كلٍ، بغض النظر عن هذه المشكلة، أعتبر أن ثمة خواطر ستحقق رسالتها إنسانياً فيما خواطر أخرى ستُسلب ملكيّتها منّي.ما تفاصيل مضمون إصدارك الجديد «حب وأكتر»؟هو استكمال لكتابي الأول «بيك أسود» بمضمون أنضج بفضل السنين والخبرة. يوّثق هذان الإصداران تطوّري الطبيعي في الحياة ونظرتي المختلفة إلى الأمور الحياتية والاجتماعية مثل الحب والعائلة والطفولة ولبنان. رغم أنني أتمنى أحياناً لو لم أكتب أفكاراً معيّنة في الإصدار الأول، فإن الإنسان الذي يتطوّر تتغير أفكاره وهذا ما يحبه الناس. هذه الخواطر انعكاس لشخصيتك الحقيقية وأسلوب حياتك وتفكيرك؟من يقرأ الكتاب يكتشفني بعمق خصوصاً من يتمتّع بحدٍ أدنى من الذكاء لقراءة ما بين السطور، إذ إنني أحافظ على صورة رمزيّة معيّنة في التعبير عن بعض الأفكار.من هو ملهمك؟لا ملهم واحداً، إنما لكل موضوع ملهمه الخاص. تحدّثت في مواضيع الحب عن تجارب شخصية، أمّا في الأمور العائلية فتحدثت عن عائلتي ومنزلي. الحياة بحدّ ذاتها إلهام وما نختبره أيضاً، كذلك الأشخاص الذين نلتقي بهم يومياً.مواقع التواصل
يروّج كثيرون للأفكار السلبية الهادمة اجتماعياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكنّك استخدمتها لنشر الثقافة، فهل تعتبر أنك قدوة لأبناء جيلك؟أحزن كثيراً بسبب المؤثرين السلبيين الذين يروجون أفكارهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي وهم ليسوا خير مثال للشباب. لذا أتمنى أن أشكّل قدوة إيجابية فعلية لجيلي، خصوصاً أن ثمة أناساً ضعفاء نفسياً وجسدياً يراسلونني للقول إنهم يستمدون القوّة مني. إنه واقع جميل ومخيف في آن كونه يحمّلني مسؤولية تجاههم، فإذا زلّت قدمي لن أسقط وحدي بل كل من هو متأثر بي. وهذا الأمر يقلقني ويُشعرني بضغط نفسي لأن كلفة الخطأ مرتفعة جداً. يعني أنك مقيّد اجتماعياً؟طبعاً، ما أقدّمه يدخل في إطار نشر الثقافة والرقيّ، لذا يجب أن تعكس تصرفاتي هذه الصورة، سواء كنت في مكان عام أو خاص. رغم أنني هادئ الطباع في الأساس إلا أنه يجب الانتباه إلى تفاصيل حياتية صغيرة.أغنية
ما سبب اختيارك أغنية «شو كنّا التقينا»؟منذ كتبتها رأيت أنها ملائمة للغناء، كونها مقفّاة وتحوي قصّة. إنها أغنية غريبة، غير مقسمّة بإتقان، من ثم كان لا بدّ من تلحينها بشكل غريب أيضاً. انتظرت التوقيت المناسب لتقديمها مستخدماً إياها كإعلان ترويجي لكتاب «حب وأكتر». متطرّف جداً في الرومانسية الكلاسيكية.إنه المزاج الذي يشبه خواطري، لا يليق الإيقاع بكتاباتي الهادئة والحالمة. نفذّت الأغنية كما تصوّرتها. تتمتع بطباع هادئة، فكيف ستنخرط في الوسط الفنّي الصاخب؟أنا بعيد جداً عن هذا المجتمع. لدي تحفظّات حول الأضواء ومجتمع الميديا، لذا لا ألبّي بعض الدعوات الموجهة إليّ، كذلك لست صاحب واجب في هذا الإطار، لأن هدفي في الحياة الوصول إلى أناس يشبهونني ويعيشون حياتهم بشكل عادي، متجنّباً الوجود في مكان غير مريح، لا يشبهني وقد يتطلب منّي مجهوداً في المسايرة. حققت بعض ما أتمنى من دون أن أضطر إلى ذلك، وأعيش وسط أصدقائي وعائلتي. كاتب وإعلامي وفنان وممثل، في أي موقع تجد نفسك؟في موقع الكاتب لأن المضمون هو الأساس. فمن يملك الكلمة يستطيع التحكم بنفسه وبمحيطه وحيثما وُجد. حين أملك المضمون الذي أعمل على تطويره أكثر، أستطيع أن أقرّر ما أكتب وأغني وأمثّل وأقدّم. تتطلب الاستمرارية في الفنّ تعاوناً مع ملحنين وشعراء، فهل أنت منفتح على ذلك؟طبعاً، إنما لكل أمر أوانه. رغبت في أن تكون انطلاقتي ذات ركيزة ثابتة من صناعة يديّ.إعلامي
ما رأيك بالمستوى الإعلامي في العالم العربي، لا سيما اللبناني؟للأسف، تضيء مواقع التواصل الاجتماعي على السيئ والجيّد في آن وبتساوٍ، لذا نرى أن ثمة شخصيات إعلامية دون المستوى تسرق الضوء من الشخصيات التي هي بمنزلة القدوة. من جهة أخرى للأسف، لا يكترث الجمهور العربي عموماً للبرامج الثقافية بمقدار الاهتمام بالترفيه وأخبار الفضائح، لذا نرى نقصاً على صعيد البرامج الثقافية وهنا تكمن مسؤولية المحطات التي تؤدي دوراً في التأثير بالناس. قلّة تعرف ماهية مسؤولياتك في MTV؟أنا مسؤول عن صفحة MTV minute التي تبثّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تقدّم فقرات أخبار مصوّرة قصيرة. نلاحظ أن التفاعل معها عالٍ جداً. تملك محطة MTV فريق عمل كبيراً واستوديو متطوّراً ومضموناً مهماً، لذا نستطيع الاستفادة من هذه القدرات المهنية في صفحات التواصل الاجتماعي الذي أصبح واقعاً لا بدّ منه.ممثل
مستمر في تقديم فقرة connected من ضمن أخبار MTV، هل من مشاريع تلفزيونية أخرى؟أنا متفرّغ راهناً لبطولة مسلسل مع الكاتبة والممثلة كارين رزق الله (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج فيليب أسمر) إنها تجربة جميلة مع فريق عمل رائع. أنتظر ردود الفعل تجاه أدائي، خصوصاً أنها تجربتي الأولى ولا أملك الخبرة الكافية في التمثيل. ما تفاصيل شخصيتك في المسلسل المرتقب؟تشبهني كثيراً، أظنّ أن الكاتبة والمخرج اختاراني لهذا السبب. لو وُضعت في ظروف مشابهة لظروفها لتصرّفت مثلها. لذا أنا فرح بأدائها بغض النظر عن لحظات استوجبت مني الصراخ والانفعال القويّ ففجّرت مشاعري المكبوتة، خصوصاً أنني لست هاوٍ لذلك في حياتي اليومية. القصة جميلة جداً ومضمونها جديد وواقعي، وقد تعلّقت بالشخصية التي اجسدها وأتوّقع أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور. كيف تصف الثنائية مع كارين رزق الله؟يحبها الناس كونها ممثلة حقيقية وطبيعية. ثمة جامع مشترك بيننا على الصعيد الشخصي، وأحببت هذه الثنائية خصوصاً أن القصة التي تجمعنا واقعية من صلب مجتمعنا ونحن نحكي في المسلسل بلغتنا اليومية من دون تصنّع. جيّد أن نرى الحب في سيناريوهات صعبة وجميلة نهايتها واقعية. ما رأيك بالتعاون مع المخرج فيليب أسمر؟هو مخرج جدّي جداً في موقع التصوير لا يساير ولا يتساهل في العمل ولا يتوانى عن إعادة تصوير المشاهد عشرات المرات للوصول إلى أفضل نتيجة. في رأيي، هو من بين أفضل الأشخاص في المهنة. منذ وطأت موقع التصوير أعتبر أنني في طور تعلّم التمثيل، من ثم منفتح على الملاحظات كافة.حكم المعجبين
لا شك في أن المعجبين يؤدون دوراً كبيراً في تحقيق نجاح أي نجم، ماذا عن جيري غزال؟ يقول في هذا المجال: «طبعاً، أدى المعجبون دوراً في الترويج لخواطري ولو لم يتفاعلوا معي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما حققت هذا التطوّر. صراحة، أتعامل مع الناس الذين ألتقيهم بطريقة مختلفة عن الشبكات الاجتماعية، للأسف يظنّ بعضهم أنني أتكبّر إن لم أردّ على رسائلهم. ما يحصل هو أنني أمضي وقتاً طويلاً في الإجابة عن الأسئلة المرسلة إليّ وعن التعليقات، وأحياناً أستمرّ حتى ساعات الصباح.