لا تتبع الإعلانات التي تصاحب الأغاني المصرية على «يوتيوب» معايير محددة، إذ تجد إعلاناً ترويجياً لأغنية عمرو دياب يسبق أغنية شيرين عبد الوهاب رغم الخلافات بينهما، وإعلاناً لكليبها «نساي» قبل أغنية لبوسي، أو لتامر حسني، رغم المنافسة بين هؤلاء!ويهتمّ الفنانون بشكل كبير بنشر نسب المشاهدة التي تحققها أعمالهم عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لتأكيد نجاحها بعد وقت قصير، علماً بأن حجم الدعاية على «يوتيوب» يختلف بين شركة وأخرى، في وقت ترفض شركات إنتاج القيام بحملات ترويج مدفوعة على هذا الموقع في مقدمها «عالم الفن» للمنتج محسن جابر.
نقص الخبرة
خبير تكنولوجيا المعلومات محمد سلطان يقول لـ«الجريدة» إن «يوتيوب» يتميز بتقنيات مرتبطة بنسب المشاهدة المدفوعة واختيار الأماكن التي توجّه الإعلانات إليها، ولكن بسبب نقص الخبرة لدى كثيرين من مسؤولي قنوات الفنانين على هذا الموقع، وعدم درايتهم بطريقة ضبط إعدادات توجيه الإعلانات عند الدفع فإنها تظهر على الأغاني المصرية المتنافسة، وربما الأعمال المصرية القديمة من دون تمييز الجمهور المقصود.وأضاف سلطان أن الفنانين العرب ليسوا أول من يستخدم هذا الأسلوب في الدعاية، خصوصاً مع تحوّل موقع الفيديوهات إلى منصة تقييم للنجوم، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية تحديداً أصبحت تؤدي دوراً مهماً في إجبار الفنانين على الترويج لأغانيهم بشكل مدفوع، خصوصاً المطالبين بتحقيق مليون مشاهدة في أسرع وقت باعتبارها دليلاً على الانتشار.وأكد أن خدمة الترويج المدفوع للأغاني لا يمكن اكتشافها بعد انتهاء فترة الدعاية، إذ يُحتسب التجاوز عن الاستماع إلى الأغنية بعد الثواني الخمس الأولى الإجبارية ضمن مرات الاستماع، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكك في مصداقية النسب التي تحققها أعمال تُنفق دعاية كبيرة عليها عبر «يوتيوب».وعن سبب تكثيف هذا الاتجاه خلال الأسابيع الماضية، قال سلطان إن ذلك يرتبط عادة بقوة المنافسة، وللأخيرة مواسم لا تتجاوز الشهر أو الستة أسابيع عادة، مشيراً إلى أن الصيف يُعتبر موسم الأغاني، وشهر رمضان موسم الدراما الأكثر ترويجاً عبر «يوتيوب».تحول الدعاية
أستاذ الدعاية والإعلان د. ابراهيم نصر أكد في تصريح لـ«الجريدة» أن هذا النوع من الترويج أمر طبيعي ومنطقي مرتبط بالتحول من الدعاية التقليدية إلى الدعاية التكنولوجية التي أصبحت أكثر تطوراً من أي وقت مضى.وأضاف نصر أن الدعاية للألبومات مثلاً قبل 30 عاماً كانت تتمّ من خلال الصحف والمجلات وعلى فترات محددة. أما الآن فتحوّلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة.وأكّد أن «يوتيوب» هو المنصة الأكثر انتشاراً في العالم العربي، ونجح كثيرون من خلاله في الوصول إلى الجمهور بإمكانات بسيطة، بالإضافة إلى أن تفاعل المشتركين والشركات معه وتوافر الأغاني والأفلام والفيديوهات عززا هذا الحضور، ومع مرور الوقت أصبح الانتشار داخل الموقع أحد عوامل النجاح، خصوصاً أن المنظومة الإعلامية الراهنة تغيب فيها أرقام يمكن الاعتماد عليها، ما عزز «يوتيوب» قبل أن يُستغل في تحقيق مكاسب إضافية وتصبح غالبية الأرقام عليه غير حقيقية.واستشهد نصر بوجود أغان قديمة لنجوم على «يوتيوب» وربما أكثر نجاحاً من أغانيهم الحديثة ولكن نسب استماعها أقل بكثير، مشيراً إلى أنه مع مرور الوقت ستتراجع مصداقية أرقام هذه المنصة، خصوصاً أن الجمهور والمنتجين أصبحوا أكثر إدراكاً لتفاصيل الأمر.