فلسطين... بصيص ضوء!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إنَّ ما يعزز ضرورة المزيد من الإمساك بورقة أوسلو هو أنه طرأت في الأيام الأخيرة مستجدات إيجابية، بالنسبة إلى ما سمّي "صفقة القرن"، وأن هذا الموضوع قد انتقل من يد غاريد كوشنر إلى يد أحد القادة اليهود المؤثرين والكبار، وهنا فإنني أعتذر عن ذكر اسم هذا القائد وموقعه القيادي ومدى تأثيره على الرئيس دونالد ترامب وبعض كبار القيادات اليهودية، وهذا يستدعي أن تكون هناك مرونة فلسطينية حقيقية، ولكن مع عدم التفريط بأيّ من الأساسيات، والانتقال من هذا الخندق إلى خندق جديد يعزز الانتقال إليه القناعة المستجدة لدى المعنيين الأميركيين واليهود.وهكذا، فإنه لابد من تأكيد أن تشدد الرئيس أبومازن، بمساندة بعض العرب، قد أثمر بالفعل، وأنه ما كان من الممكن أن يكون هناك هذا المتغير الفعلي والواعد حقاً، لولا أن هذا التشدد العقلاني الذي تجلّى في عدم التخلي عن ورقة أوسلو، ولولا أن إيجابية التعاطي الفلسطيني مع عملية السلام قد أقنعت قيادات يهودية فاعلة ومؤثرة بضرورة إعادة النظر بـ "صفقة القرن" هذه، وضرورة إعطاء القيادة الفلسطينية، ولو الحد الأدنى مما يعزز قناعتها بالعملية السلمية، وعلى أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ومع التفاهم مع هذا الطرف اليهودي... وأيضاً مع الإدارة الأميركية، على بعض المتغيرات، التي لا تؤثر على ما يسعى إليه الشعب الفلسطيني.إنها فرصة حقيقية لا بد من التمسك بها، ويجب عدم إضاعتها بالاستماع إلى مزايدات المزايدين، فلسطينيين وعرباً، والمؤكد أن أبومازن، القائد والمناضل والرئيس الذي يحمل على كتفيه أمانة تاريخية، يعرف كثيراً، أكثر من غيره، أنه يجب التقاط أي إيجابية مهما كانت صغيرة، والبناء عليها؛ للخروج من كل هذا الاستعصاء، الذي تواصل كل هذه السنوات الطويلة، حيث قد زاد الطين بلَّة، كما يقال، أن "حماس" لم تتق الله في شعب من المفترض أنه شعبها، وأنها بادرت في أكثر اللحظات خطورة بالمسيرة الفلسطينية الطويلة والمكلفة إلى افتعال هذه الثنائية القيادية، ووضعت في أيدي عتاة التطرف الإسرائيلي ذريعة لعرقلة هدف إقامة دولة فلسطين المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى كل الأراضي التي احتلت في عام 1967.