إدارة ترامب ترمّم علاقاتها بأنقرة
بات شبه مؤكد أن واشنطن تعمل على إنضاج نقاط اتفاق محددة مع أنقرة في العديد من الملفات الثنائية التي كانت محور خلاف بينهما، وكذلك في ملفات إقليمية أخرى على رأسها الأزمة السورية.وترى أوساط سياسية وأخرى عسكرية أميركية أن إطلاق سراح القس أندرو برانسون شكّل إشارة الانطلاق نحو إعادة الزخم إلى علاقات البلدين، في ظل تصريحات تركية توقعت رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، في وقت تلفت تلك الأوساط إلى أهمية تراجع الحديث التركي عن صفقة صواريخ إس 400 الروسية، واحتمال أن تعمد واشنطن إلى تزويد أنقرة بصواريخ باتريوت بدلاً منها.ومع بروز خلافات في وجهات نظر الدول الأربع، التي ستلتقي بعد يومين في أنقرة بمشاركة رؤساء تركيا وفرنسا وروسيا والمستشارة الألمانية حول أولويات الحل في سورية، بدا واضحاً أن اعتراضات واشنطن أدت دوراً مباشراً في خفض النتائج المتوقعة من تلك القمة.
واشنطن التي طرحت استراتيجيتها الجديدة في سورية، والتي تقوم بشكل رئيسي على كيفية مواجهة نفوذ طهران وإخراجها من هذا البلد، وناقشها بشكل مطول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو، جعلت من الصعوبة تجاوز ما تريده الولايات المتحدة.وزيارة الموفد الأميركي الخاص جايمس جيفري المفاجئة لسورية تهدف، بحسب أوساط مطلعة، ليس فقط لتطمين الأكراد بل وتركيا أيضاً، لتعلن انطلاق الدوريات المشتركة الأميركية ـــ التركية حول مدينة منبج، بعدما اكتملت التحضيرات والتدريبات المشتركة بينهما، بحسب قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل.جيفري، الذي تربطه بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان علاقات صداقة خاصة، مارس دوراً كبيراً في تذليل العديد من العقبات على طريق إصلاح علاقات البلدين، وخصوصاً في كسب موافقته على استراتيجية واشنطن الجديدة في مواجهة النفوذ الإيراني، سواء في سورية أو بالعراق. وتوقعت الأوساط أن تشهد العمليات العسكرية الأميركية مع حلفائها لإنهاء جيوب تنظيم داعش شرق الفرات تصعيداً، لحسم الأوضاع خلال الأسابيع المقبلة، في ظل معلومات تتحدث عن زيادة حجم المساعدات العسكرية الأميركية للقوات التي ستتفرغ لمواجهة النفوذ الإيراني، إذا لجأت طهران إلى تصعيد حضورها وتمسكت به في سورية.وحذرت من أن زيادة طهران لشحنات أسلحتها المتطورة إلى حزب الله اللبناني، حسبما كشفت تقارير إعلامية وخصوصاً محطة فوكس نيوز المحسوبة على الحزب الجمهوري، قد يكون مؤشراً إلى احتمال إقدامها على عمل تصعيدي، انطلاقاً من لبنان، أو أنها تستعد للاستغناء عن سورية كممر لها إذا أُغلقت الأجواء والممرات أمامها.وتعتقد الأوساط أن شحنات الأسلحة الإيرانية تلك قد تكون أيضاً رسالة تطمين لحزب الله، أهم أدوات طهران المقاتلة في المنطقة، كي لا يشعر بأنه مستفرد في أي مواجهة مقبلة.في هذا الإطار، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيع مشروع قرار يفرض عقوبات غير مسبوقة على الحزب، بعدما شارف الكونغرس على الانتهاء من إعداده في مذكرة موحدة قدمها العضوان الجمهوري آدم كينزينغر والديمقراطي توم سووزين.وينص المشروع على الطلب من مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس رفع تقرير إلى الكونغرس كل 90 يوماً يحدد فيه خطورة ترسانة الحزب الصاروخية على أمن المنطقة، والطرق التي يستخدمها للحصول على تلك الأسلحة.ويطلب المشروع من الاستخبارات تحديد مدى علاقة مؤسسات الحكومة اللبنانية بالحزب وقادته، ودفعها إلى فك الارتباط به كما فعلت المؤسسات المصرفية اللبنانية.