افتتحت الكاتبة رندة صادق بركات ندوة «الدراما الأردنية ودعم قضايا الأمة وصورة المرأة العربية القوية والحكيمة» بكلمة جاء فيها: «اخترنا مسلسل «بوابة القدس» ليكون بوابتنا إلى عالم أشرف طلفاح وعالم الدراما ودورها في طرح قضايا ساخنة في حياة أمة، معظم تفاصيل يومياتها ساخن وموجع، فنجد حبكة درامية تظهر دور المرأة القوية والحكيمة، وتروي حكاية أناس عاصروا الجرح، ففلسطين الوجع النازف من خاصرة التراخي». بعد ذلك تحدثت مسؤولة قطاع المرأة في «تيار العزم» جنان مبيض موضحة «أن التفاعل الثقافي يعد وليد الانفتاح الحاصل خلال العقود الأخيرة بين مختلف الدول والشعوب، ونظراً إلى التطورات الجذرية في مجالات الاتصالات والعلوم والسياسة لم تعد الشعوب منكفئة على نفسها».
ولاحظت أن الشعوب المعاصرة ترى نفسها في عيون الشعوب الأُخرى، ما ساعدها على مراجعة موروثها الثقافي عبر مراحل زمنية، والحفاظ على أهم المظاهر الثقافية الإيجابية لديها، والتخلص من تلك التي تشكل معوقاً إزاء نمو حضارتها الإنسانية وتقدمها الاقتصادي».
صراع وتشويق
بعد عرض فيلم وثائقي عن أعماله لا سيما «بوابة القدس»، ألقى الممثل أشرف طلفاح كلمة اعتبر فيها أن هذا اللقاء العفوي يدل على عمق الإنسان اللبناني والطرابلسي تحديداً وتشبثه بالأرض، وهذا دليل على إرث حضاري ثقافي تاريخي ممتد. بعد ذلك، طرحت عليه الكاتبة رندا صادق بركات أسئلة استكملها الحضور ودار نقاش مثمر كلله طلفاح بشرح، أبرز ما جاء فيه: «عندما نحكي عن الدراما نحكي عن الفن، والأصل فيه هو الكلمة، والكلمة تحتوي على حكاية، والحكاية تحتوي على موضوع، والموضوع قائم على علاقة من نوع خاص تؤدي بنا إلى رؤية صراع، ومن خلال هذا الصراع نشعر بعنصر التشويق والدراما». أضاف: «تشكيل الوعي عند المشاهد العربي هو الأساس في رسالتنا، وخُلُق عالٍ عندما يحاول الفنان الارتقاء بالمواطن عموماً. كم هو جميل الإحساس الذي يتولد لدينا عندما نستمع إلى قطعة موسيقية مؤلفها صيني مثلاً ونتأثر بها، فنتأكد أكثر فأكثر بأن الفن يوحد الشعوب ويلغي الحدود والمسافات. لنتخيل لو أن ذلك يحدث في السينما أيضاً، لأحدثنا ثورة ضخمة على صعيد الفن السابع». تابع: «السينما اليوم قادرة بشكل أوسع على الانتشار وأصبحت كسلاح أهم من المسرح، ومن التلفزيون نفسه. نتمنى ونتأمل ونطمح في أن تكون لدينا سينما على مستوى عالمي، وأعتقد أن ضمير السينمائيين العرب يعيش على فكرة أننا في يوم ما سنرتقي لنلتقي إن شاء الله».مسرح لبناني أردني
كرَّم رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري الممثل الأردني أشرف طلفاح الذي وجد فيها امتداداً زمنياً متواتراً ومتناقلاً ممتداً بين أيادي من خيرة مثقفي طرابلس، الذين حملوا على كاهلهم الحفاظ على هذا المركز وجعله منارة للفن والثقافة. بدوره، اعتبر الفري أن زيارة الفنان القدير إلى الرابطة دليل إضافي على انفتاح الأخيرة على القامات العربية من أدباء ومفكرين وشعراء وفنانين، لافتاً إلى البحث بإمكان التحضير لعمل مسرحي يشارك فيه الفنان طلفاح وفنانون لبنانيون، ويهدف إلى التعاون الثقافي والفني بين الفنانين اللبنانيين والأردنيين خصوصاً والعرب عموماً.اختراق
يصوِّر الممثل الأردني أشرف طلفاح راهناً مسلسل «اختراق»، بين بيروت وصربيا، يتمحور حول طبيب سعودي يكتشف أن أدوية تباع لمخيمات اللاجئين فاسدة، وحين يحقق في الموضوع يكتشف أن عصابة أصبحت تطارده وتكيد له المؤامرات للخلاص منه.المسلسل من تأليف طلال السدر، وسيناريو عمار رضوان وحواره، وإخراج محمد لطفي. تشارك فيه نخبة من الممثلين العرب والصرب من بينهم: يعقوب الفرحان، وعبدالمحسن النمر، وطلال السدر، ونضال نجم، وشيرين باوزير، وطارق النفيسي، وأحمد فريد، وأحمد خميس علي، وديما الجندي... وهو من إنتاج سعودي. أشرف طلفاح حاصل على بكالوريوس في التمثيل والإخراج من جامعة اليرموك عام 1997، بدأ مسيرته الفنية عام 2006 من خلال الدراما التلفزيونية في مسلسلات: «رأس غليص، والأمين والمأمون، ودعاة على أبواب جهنم». شارك بعدها في أعمال ناجحة من بينها: «الوعد (ملحمة الحب والرحيل)، وبوابة القدس، والحسن والحسين، وعطر النار، وأبو جعفر المنصور، وحنايا الغيث، وأخوة الدم، ومالك بن الريب، والاجتياح، وذباح غليص وثأر غليص» (من سلسلة مسلسل «رأس غليص» إنتاج شركة الإنتاج الأردنية المركز العربي).