كشفت نقابة الممثلين في مصر عبر «فيسبوك»، أن الراغبين في التمثيل من الشباب عليهم الحصول على تصريح من ورش للمواهب الشابة أنشأتها لهذه الغاية تحديداً، خصوصاً مع تقديم مجموعة من الممثلين الشباب الذين ظهروا في الدراما خلال آخر عامين أوراقهم للالتحاق بها، إذ لا يزالون يحصلون على تصاريح بالتصوير في كل عمل جديد يشاركون فيه.

وحددت النقابة الرسوم بثلاثة الآف جنيه للورشة يُنفق جزء منها على التجهيزات والجزء الآخر يدخل خزانة النقابة.

Ad

وبدأت الورش خلال الأيام القليلة الماضية، إذ تقدم لها عشرات الشباب الراغبين في التمثيل وبعضهم يخوض تجربة الوقوف إزاء الكاميرا للمرة الأولى، فيما تستمر الدروس مرتين أسبوعياً ويُعلن تخريج الدفعة الأولى نهاية الشهر المقبل.

رأي النقد

قال الناقد طارق الجزار إن إجبار الشباب على هذه الورش بمنزلة محاولة من النقابة لاستغلالهم، وتأتي في ظل سياسات النقيب د. أشرف زكي الراغب في إحكام السيطرة على الأمور الفنية والتدخل فيها بانتزاع صلاحيات ربما لم يمنحها القانون له. كذلك أشار إلى أن الورش تطرح تساؤلات عدة حول طبيعة المدربين فيها وقدرتهم على تقييم الشباب، بالإضافة إلى مدى ارتباط اجتيازها من عدمه بمواقف شخصية ليس مع النقيب فحسب، ولكن مع أعضاء مجلس النقابة بالكامل، خصوصاً في ظل ما يتردد باستمرار عن مجاملة المنتجين أعضاء المجلس بترشيحهم أعمالهم.

وأضاف الجزار أن النقابة مسؤولة عن منح التصاريح ولكن يجب أن يكون للمنتج وصانعي العمل رأي تلتزم به هي أيضاً، فلا يعقل مثلاً أن يُرفض شخص في هذه الورش ويرغب منتج بمنحه دوراً يراه فيه، كذلك هذا الأمر مخالف للنظام المتبع حديثاً، مشيراً إلى أن الحكم يبقى للجمهور وليس لأي شخص آخر، وثمة نماذج كثيرة قدَّمت نفسها سواء في بطولات أو أدوار ثانوية، واضطرت بسبب عدم الترحيب جماهيرياً بها إلى الابتعاد عن الساحة.

وأكد الناقد محمود قاسم أن اشتراط الحصول على تصريح من النقابة بالتمثيل وربطه بهذه الورش يجعل النقابة مسيطرة بشكل كامل على الوجوه التي تظهر في الأعمال الدرامية، من دون وجود آلية للاعتراض أو التصعيد إلى جهة أخرى يتم الاحتكام إليها.

ويثير ذلك، بحسب قاسم، مخاوف عدة، خصوصاً أن النقابة ليست في أفضل حالاتها اليوم، وهي ستحصل في هذه الحالة على سلطة مطلقة.

وأضاف قاسم أن التمثيل، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، لا يعتمد على الدراسة فحسب، ولكنه مرتبط بالموهبة التي يملكها الفرد والدليل أن نجوماً كثيرين لم يدرسوا التمثيل في المعهد أو أخذوا دروساً مدة سنة أو سنتين وتوقفوا، لافتاً إلى ضرورة وجود آليات آخرى في التعامل مع الموهوبين ليس من بينها إجبارهم على حضور ورش للحصول على تصاريح بالتمثيل.

تنظيم المجال الفني

أكّد الفنان أحمد صيام، أمين صندوق نقابة الممثلين، أن الهدف من الورش تنظيم المجال الفني بشكل أكبر، وإنهاء حالة الفوضى والمجاملات التي تطاول بعض الأعمال، بالإضافة إلى القضاء على ظواهر سلبية عدة من بينها أن كل شخص لا يجد عملاً يقرر أن يعمل في التمثيل، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب ليس اختراعاً من النقابة ولكنه موجود في دول عدة.

وأضاف أن الورش التدريبية لا تقلل من قيمة الملتحقين بها، خصوصاً أن الفنانين الكبار يخوضون هذه التجربة فعلاً، وهذا الأمر يلاقي استحساناً منهم لأهميتها في تطوير مهاراتهم، مشيراً إلى أن النقابة ستعلن لاحقاً إطلاق ورش للراغبين من النجوم المحترفين بالحصول عليها في مصر، على يد مدربي تمثيل عالميين.

وأكد صيام أن التجربة لا تزال في بدايتها، ولا داعي للحكم المسبق عليها، خصوصاً أن ثمة سعياً إلى تجنب أي مشاكل قد تحدث وحلها فوراً، لافتاً إلى أنهم يشجعون الشباب ولا يعرقلون عملهم، كما يعتقد البعض.