وجهة نظر : مسودة ميثاق شرف مهنة التأمين
![داوود سالم توفيق](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1542544478503405100/1542544492000/1280x960.jpg)
ونحن عندما نتكلم عن أخلاق المهنة في صناعة التأمين، لا نقصد تلك الأخلاق الناشئة عن العلاقة الطارئة بين المؤمِّن (موظف التأمين) والمؤمَّن عليه (العميل) فقط، وإنما تشمل تلك العلاقة الأخوية الطويلة الأمد بين العاملين في الصناعة نفسها أيضاً، ليكون الجميع على قدر من المسؤولية في تحقيق أغراض العلاقة التأمينية. فإعداد مسودة مثلاً لميثاق شرف مهنة التأمين، سوف يكون بمنزلة المبادئ يسيرون على هديها، وعرفاً من أعرافهم، ومشعلاً لهداية العاملين في التأمين نحو تحقيق طموحاتهم. وبهذا يصبح من السهل على أي شركة تأمين إنجاز أهداف الشركة، ليتصاعد معدل الأداء، والإيرادات المجزية، وأهم من هذا كله، تحقيق السمعة الطيبة. وإذا كنا نتفق على أن التأمين عموماً مبني أساساً على تقديم وعود من قبل الموقعين على الوثيقة التأمينية، لتكون العملية التأمينية في حقيقتها خدمة مستقبلية لا نراها اليوم على أرض الواقع، لأنها تعد التزاماً من قبل العميل أولاً بسداد أقساط في المستقبل، مقابل التزام من قبل شركة التأمين ثانياً بتقديم خدمة في المستقبل، فإن ميثاق شرف مهنة التأمين هذا الذي ننادي به اليوم، هو لائحة تنظيمية تتضمن مبادئ أساسية وقواعد أخلاقية للسير على هديها من جانب العاملين في قطاع التأمين. إن هذا الميثاق سوف يزيد الثقة بين العاملين في قطاع التأمين عموماً، ثم العمل على ترسيخ الثقة بين شركات التأمين وعملائهم، من أجل كشف الغموض حول حقيقة العملية التأمينية، وإزالة النظرة السلبية التي يحملها البعض بسبب غياب حملات التوعية. إن تعاون وحدات قطاع التأمين على تطبيق هذا الميثاق، سوف يساهم بشكل ملحوظ في عمليات التنسيق بين شركات القطاع وتنظيم الخدمات التأمينية، في جو تنافسي سليم تشمله الشفافية والوضوح. كما أن مثل هذه المواثيق المهنية سوف تجبر موظف التأمين على إطلاع العميل على كل تفاصيل وثيقة التأمين وكل الضمانات الممنوحة له، وحدود أطراف العقد بطريقة صحيحة وصادقة، والحفاظ على أسرار العملاء طي الكتمان، وصون تفاصيل الحياة الشخصية لكل المتعاملين أو ذوي العلاقة بصناعة التأمين، بطريقة يشملها الاحترام المتبادل بين أطراف العقد التأميني.* رئيس مجلس الإدارة والرئيسالتنفيذي لشركة غزال للتأمين