أفضل طريقتين لتخفيض وفيات الرضع
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
وتطعيم الأمهات ضد الإنفلونزا يساعد في الحماية ضد الالتهاب الرئوي، وهو سبب شائع وراء الوفيات خلال مرحلة الطفولة، وفي تحليل جرى سنة 2018 لتجارب أجريت في نيبال ومالي وجنوب إفريقيا للقاح الإنفلونزا تم اكتشاف احتمالية أقل بمقدار 20% أن يصاب الشخص بالالتهاب الرئوي بشرط أن تكون أمه طُعمت، فالأطفال الذين لا تسمح أعمارهم الصغيرة بإكمال تطعيماتهم ضد العقدية الرئوية والإنفلونزا كانوا أكبر المستفيدين، وبإمكان الحكومات في البلدان المنخفضة أن تخطط لحملات تطعيم أذكى وأن تخفض من معدلات وفيات الرضع والأمراض التي تصيبهم.والطريقة الثانية لتخفيض وفيات الرضع هي الرضاعة الطبيعية، وهي طريقة تتمتع بتأثير أكبر، فحليب الأمهات هو التغذية الكاملة للطفل، حيث تزوده بكل البروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والأنزيمات التي يحتاجها الطفل الصغير للبقاء بصحة جيدة، والأفضل من ذلك كله أن الأمهات يخلقن أجساماً مضادة جديدة في الوقت الفعلي مما يساعد في تقوية أنظمة المناعة الشابة.للأسف فإن معدلات الرضاعة الطبيعية واستهلاك حليب الأمهات أقل بكثير من المستويات المطلوبة، فهناك 40% من الرضع حول العالم يحصلون على حليب أمهاتهم بشكل حصري حتى بلوغهم عمر الستة أشهر على أقل تقدير، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية، ومع أن الأسباب معقدة لكن نقص التعليم بالإضافة إلى التسويق المكثف والهجومي من مصنعي حليب الأطفال الصناعي في العديد من البلدان يساهمان في انخفاض نسب الرضاعة الطبيعية.وإقناع الأمهات باللجوء للرضاعة الطبيعية أسهل، لأنهم أقل عرضة للإصابة بالتهابات الأذن والتهاب السحايا أو التعرض لأمراض الجهاز الهضمي والإسهال، وتلك المزايا ستستمر طالما استمرت الرضاعة الطبيعية للطفل. وتستفيد الأمهات أيضا من الرضاعة الطبيعية، فتظهر الأبحاث أن اللاتي أرضعن أطفالهن خلال حياتهن أقل عرضة للإصابة بأمراض غير معدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي ومرض السكري من النوع 2، والعديد من تلك المكاسب سببها أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تكسير الدهون الإضافية التي تتجمع في جسد المرأة خلال الحمل، وفي واقع الأمر فإن إنتاج الحليب لطفل رضيع واحد يحرق ما لا يقل عن 500 سعرة حرارية في اليوم.ورغم أن معظم الأمهات قادرات على الرضاعة الطبيعية فليس باستطاعة جميع النساء إنتاج ما يكفي من الحليب، وذلك بسبب الإرهاق أو الاكتئاب أو الضعف الجسدي لاحقا لجراحة ما بعد الولادة، وبعض الأمهات غير قادرات على تلبية احتياجات أطفالهن، وتفتقد أخريات للدعم الطبي أو الاجتماعي للتعامل مع مستلزمات الرضاعة الطبيعية، ومهما يكن من أمر بالنسبة لمن يستطعن تزويد أطفالهن بما لا يقل عن ستة أشهر من الرضاعة الطبيعية فإن الفوائد كبيرة للغاية.لو كان المجتمع الدولي جديا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لوجب عليه مضاعفة الجهود من أجل تشجيع المزيد من الأمهات على التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها واللجوء للرضاعة الطبيعية لإطعام أطفالهن حديثي الولادة، وإن تأثير هاتين الطريقتين فقط يمكن أن يكون أكبر بكثير من أي مبادرة صحية عالمية. * ميلفين سانيكاس* طبيب صحة عامة وعالم مختص في تطوير اللقاحات، وخبير طبي إقليمي في سانوفي باستور.«بروجيكت سنديكيت، 2018» بالاتفاق مع «الجريدة»