لا تزال الضبابية تكتنف المشهد الحكومي في لبنان، بين من يقول إن التشكيل لن يتأخر وقد يحصل في الأيام المقبلة، ومن يقول إن العُقد على حالها.

وعلى عكس الأيام القليلة الماضية، حل التشاؤم في أروقة القصر الرئاسي في بعبدا، وتحدثت مصادر القصر عن "مراوحة في عملية التأليف"، مشيرة الى أن "عقدة القوات اللبنانية كما عقدة تمثيل السنة المستقلين لم تعالجا، والمسألة هي لدى الرئيس المكلف" سعد الحريري.

Ad

على العكس من ذلك، بنى المتفائلون موقفهم على تلميح الحريري، قبيل مغادرته الى السعودية، مساء أمس الأول، إلا أن اجتماع كتلة المستقبل، الذي جرى أمس الأول، قد يكون الأخير برئاسته، على أن تترأس النائبة بهية الحريري الاجتماعات بعد تشكيل الحكومة.

وكمن يمسك العصا من الوسط، تحدث رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء "الأربعاء النيابي" أمس، عن "48 ساعة فاصلة"، مضيفاً: "ستشكل الحكومة وإن شا الله خير". لكنه عاد وأضاف: "إذا كان تأليف الحكومة على مستوى عال من الأهمية، فإن الأهم سيكون تآلف الحكومة في مرحلة لاحقة".

وقالت مصادر سياسية إن اللقاء، الذي جمع الحريري بوزير الخاجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في بيت الوسط، أمس الاول، وأريد له أن يكون بعيدا من عدسات الكاميرات، غاص في نقاش مستفيض حول مرحلة ما بعد الولادة الحكومية، من حيث الملفات التي من المفترض أن تتركز عليها جهود الفريق الوزاري العتيد، في ظل إصرار العهد على تلبية مطالب الناس الحياتية، كالكهرباء والنفايات، وسواهما من الأزمات الآخذة في التفاقم، والتي عطل حلولها فراغ حكومي طويل استنزف البلد واقتصاده وقدراته.

في موازاة ذلك، كان لافتا أمس إلغاء الموعد الذي كان مقرراً سابقاً بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي قبل ساعة من الموعد المحدّد.

وفي حين قالت مصادر القصر الجمهوري إن "السبب هو موعد طارئ لدى الرئيس عون"، أبدت سياسية متابعة استغرابها الشديد لإلغاء دوائر القصر الموعد، لافتة إلى أن "السبب هو مقال نشر في إحدى الصحف يتحدث عن تفاصيل المفاوضات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول الحكومة، وهو ما أزعج الرئيس عون".

في غضون ذلك، أكد "اللقاء التشاوري" للنواب السنة المستقلين أن تمثيله في الحكومة "لا يحتاج الى منّة من أحد". واستغرب النائب فيصل كرامي الذي تلا بيان اللقاء بعد اجتماعه في دارته أمس "الدفاع الشرس للرئيس الحريري عن الاحادية السنية المتمثلة في تياره"، وقال: "لم يعد من مبرر له لحصر التمثيل السني به لأن الانتخابات اظهرت وجود ثقل سني خارج المستقبل". وأضاف كرامي:" لسنا في وارد لا التسويات ولا التنازلات في شأن تمثيلنا في الحكومة".

في سياق منفصل، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض امس، الرئيس الحريري، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأحداث في المنطقة.

وخلال اليوم الثاني من أعمال مؤتمر مبادرة الاستثمار في الرياض، قال الحريري بوجود ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان: "إذا سلمنا السلطة إلى امرأة في لبنان... فسنرتاح".