ربيع أم جحيم؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
فكيف لهذه الحكومات أن تنفق على أكبر قطاع عام في العالم، وكيف يمكن الاستمرار في دعم هذا الجهاز البيروقراطي الكبير من الموظفين وشراء الولاءات في الداخل والخارج بعد أن تقلصت الثروات! البطالة الآن تتوسع إلى فوق العشرة في المئة، ومع جيل الشباب شكلت فوق الثلاثين في المئة في عدد من الدول العربية، فكيف يمكن الاستمرار بهذا الحال! من دون عقد اجتماعي جديد، الذي يجب أن يتمدد أفقياً بين الناس وأنظمة الحكم، عبر مشاركة الشعوب في صنع مصيرها، فلا جدوى من الحديث عن إصلاح اقتصادي دون إصلاح سياسي.كيف يمكن الشروع في الإصلاح السياسي في بلدان تتنازعها صراعات الهويات بصورة مخيفة، قضية الهويات (قومية أو عرقية أو طائفية)، والتعصب لعرق ورفض الغريب كدخيل على الهوية، تتوسع في أوروبا الشرقية، مثل هنغاريا وبولندا، ولها صورها في فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها في منطقتنا العربية هي حرب البسوس الممتدة، فهل تنتهي بصندوق الانتخابات دون تجذر الوعي السياسي بهوية موحدة عند شعوب عاشت حقباً ممتدة من القهر والتفكك؟! هل من جدوى لنبش وهم أو حقيقة "المستبد" الذي يمكن أن يقود ويشرع للتغيير الاجتماعي قبل تأهيل المؤسسات السياسية والاجتماعية، مثل الارتقاء بالتعليم واستقلال القضاء وضمان حقوق الإنسان وغيرها؟ ماذا تعلمنا من تجربة الشاه في إيران قبل الثورة أو سوهارتو إندونيسيا مثلاً...؟! ليست هناك أجوبة قاطعة وخريطة سهلة تنير الطريق... الذي سيبقى مرعباً في دولنا مع أنظمة لا تقرأ التاريخ ولا تتعلم من تجارب الآخرين.