رهينة ياباني يعود إلى بلده بعد 40 شهراً في «جحيم» سوري
عاد صحفي ياباني يبلغ من العمر 44 عاماً اليوم الخميس إلى بلده بعد أكثر من ثلاث سنوات أمضاها محتجزاً لدى متشددين في سوريا فيما وصفه بأنه «جحيم» جسدي وعقلي.ومن المقرر أن يصل جومبي ياسودا، الذي استقال من عمله بصحيفة يابانية حتى يغطي حرب العراق في 2003، إلى طوكيو اليوم الخميس على متن طائرة قادمة من تركيا، ليذكي النقاش في اليابان بشأن ممارسة العمل الصحفي في مناطق الحروب والذي يراه البعض مغامرة طائشة بينما يراه آخرون عملاً صحفياً شجاعاً.وأظهرت لقطات تلفزيونية ياسودا محاطاً بمسؤولين وهو يهبط درجاً في طريقه إلى سيارة تنتظره بمطار ناريتا.
وقال ياسودا، الذي بدا عليه التعب، لرويترز وهو في طريقه إلى اسطنبول قادماً من جنوب تركيا الذي عبر إليه من سوريا بعد 40 شهراً قضاها محتجزاً «أنا سعيد بأن بوسعي العودة لليابان، وفي الوقت نفسه لا أعرف ماذا سيحدث من هنا أو ماذا علي أن أفعل».وأضاف أنه يواجه صعوبة في التحدث باليابانية.وكان مسؤولون بالحكومة اليابانية قد توجهوا في وقت سابق إلى جنوب تركيا للتحقق من هويته، وشكر رئيس الوزراء شينزو آبي السلطات التركية ودولاً أخرى على مساعدتهم في إطلاق سراح ياسودا. ولم يكن احتجازه في سوريا المرة الأولى التي يحتجزه فيها متشددون في المنطقة.فقد سافر ياسودا إلى العراق في أواخر عام 2002 مستغلاً إجازة مدفوعة الأجر من صحيفة شينانو ماينتشي التي كان يكتب فيها عن المشاكل البيئية وسلامة الأغذية وقضايا الأسرة، وقدم استقالته في 2003 بسبب غضبه من رفض الصحيفة إرساله في مهمة هناك.وفي 2004، خلال زيارة أخرى للعراق، احتجزه متشددون لمدة ثلاثة أيام قرب بغداد.وفي كتاب نشر في نفس العام، أوضح أن سبب قيامه بالمهمة هو رغبته في إظهار المعاناة التي تسببها الحرب.وكتب يقول «لم أستطع أن أرى وجوه الناس الذين يعيشون في هذا البلد، الذي وصف بأنه جزء من محور الشر، في أي معلومات تقدمها وسائل الإعلام اليابانية التي لا تقدم تقارير إلا عن الأمور الدبلوماسية وعمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة».وعاد ياسودا إلى العراق في 2007 ليعمل طاهياً في معسكر تدريب للجيش العراقي، ونشر كتاباً في 2010 في اليابان عن العمالة في مناطق الحروب.وكانت آخر مرة سافر فيها إلى المنطقة في 2015، وبعيداً عن القليل من المقاطع المسجلة القصيرة التي نشرها خاطفوه، لا يُعرف سوى القليل عما حدث له بعد اختفائه، وقُتل يابانيون آخرون بعد احتجازهم هناك.