ما سبب حماستك لخوض تجربة الإنتاج والإخراج الأولى في مصر؟
اخترت مصر لأنها تشمل بالنسبة إلي أهم سوق سينمائي في العالم العربي، وتنتج أهم الأفلام أيضاً، بالإضافة إلى أنني عندما زرتها أحببتها كثيراً ولفتتني روح شعبها الطيبة والمرحة. من ثم، بدأت العمل على الفيلم الكوميدي.لكن أن تتولى مخرجة غير مصرية تجربة كوميدية مصرية خطوة بمنزلة مغامرة.يقول كثيرون لي إن الكوميديا صعبة جداً، فيما من السهل تقديم الإثارة والأكشن. عندما جئت إلى مصر وجدت أن المصريين يتمتعون بخفة الظل ويقولون النكات باستمرار، لذا تحمست لتقديم عمل كوميدي، وأردت أن أظهر صورة أراها باستمرار لدى المصريين في الجانب الكوميدي.لكن العمل الكوميدي يتطلب مخرجاً لديه حس فكاهي، أليس كذلك؟أتفق معك، وكنت حريصة على فهم الثقافة المصرية قبل تصوير الفيلم. أمضيت وقتاً طويلاً مع المصريين كي أتمكن من فهم الحس الكوميدي لديهم، وساعدني في هذا الأمر تعاوني مع السيناريست المصري لؤي السيد، وهو أحد الكتاب المهمين وأحب العمل معه. يركز الفيلم في أحداثه على اختلاف الثقافات بين الجنسيات عند رغبتهم في الزواج من بعضهم بعضاً.
بطولة جماعية
تعرض الفيلم لاعتذارات عدة قبل انطلاق التصوير، فما السبب؟قبل انطلاق التصوير كان يفترض أن يكون البطل أحمد عز إلى جانب سارة سلامة ولكن لم نتفق معهما، خصوصاً أننا استغرقنا وقتاً طويلاً في التحضير والترتيب، وكان لدى عز مشاريع آخرى ارتبط بها ويرغب في تصويرها. من ثم، بدأنا العمل على اختيار ممثلين آخرين، خصوصاً شخصية الأخت نهلة التي قدمتها ناهد السباعي، ووجدتها الأنسب للعمل، كذلك سامي الشيخ بطل الفيلم كان اختياره جيداً، لا سيما أنه متفهم للمعاناة التي يواجهها من عاش في الخارج.لكن سامي الشيخ ليس بطل شباك بالنسبة إلى الجمهور؟فيلمي قائم على الفكرة، وهي التي أعتمد عليها في التسويق وليس النجم. في المقابل، ثمة أفلام تحتاج فعلاً إلى نجوم شباك. أما «كدبة بيضا» فينتمي إلى البطولة الجماعية، والحقيقة أن هذا الأمر لم يقلقني إطلاقاً لأن رهاني الأساسي على الفكرة.كيف جاءتك فكرة الفيلم؟نصف والدتي أوروبي ووالدي فلسطيني سوري وأنا من مواليد الكويت، ودرست في الولايات المتحدة الأميركية وعشت اختلاف الثقافات وواجهته كثيراً، لذا أردت أن أعبر عنه في فيلم كوميدي.صعوبات وردود فعل
ما الصعوبات التي تعرضتِ لها خلال التصوير؟ثمة صعوبات ارتبطت بالاختلاف بين فريقي العمل المصري والأجنبي. الحقيقة أنني لم أواجه صعوبات بالطريقة التي كنت أتوقعها قبل بداية التصوير، ذلك بفضل المساعدة الكبيرة التي وجدتها من فريق العمل المصري الذي تعاون معي ذللّ صعوبات عدة في جميع مراحل الفيلم.رصد الفيلم سلبيات موجودة في المجتمع المصري، فهل واجهت بسبب ذلك مشاكل مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟لم أواجه مشكلات مع الرقابة إطلاقاً. على العكس، سهّلت الأمور وتعاونت معنا إلى أقصى درجة ممكنة، ولا أرى أن الفيلم عرض سلبيات بقدر تقديمه مواقف تحدث في الحياة العادية.ماذا عن ردود الفعل؟كانت ردود الفعل في الأسبوع الأول جيدة، والجمهور الذي شاهد الفيلم كان يضحك كثيراً، وأحد أكثر التعليقات التي سمعتها أن الفيلم يحتوي على طاقة ايجابية، وهو أمر أسعدني.ما سبب تأخير عرض الفيلم؟ثمة أسباب وراء هذا الأمر مرتبطة بانتظار الانتهاء من الدعاية وفي الوقت نفسه اختيار توقيت عرض مناسب لطبيعة العمل. انتظرنا انتهاء الإجازات الصيفية بشكل كامل، وأعتقد أنه أفضل توقيت للعمل.مشاريع وتمثيل
حول مشروعاتها المقبلة تقول نور أرناؤوط: «كمنتجة لدي مسلسل درامي جديد مع الفنان عابد فهد يحمل اسم «دقيقة صمت»، ولكن هذه المرة سأكون منتجة منفذة للعمل. بعد الانتهاء منه أعود إلى الإخراج والتمثيل، وثمة مشاريع عدة أقرأها راهناً».أما بشأن المجال الذي تفضله بين التمثيل والإخراج والإنتاج، فتكشف أرناؤوط أنها تحب التمثيل والإخراج بشدة، مؤكدة أنها ستحرص على الاستمرار في الأخير لأن حبها له مرتبط بقدرتها من خلاله على أن تسرد للناس القصص من وجهة نظرها. تختم: «أؤدي أدوار تمثيل عدة مستقبلاً، ولا أحب المقارنة بين التمثيل والإخراج لأن في النهاية الاختيار يتوقف على المشروع الذي أقدمه سواء كان سينمائياً أو تلفزيونياً».