في كلمته خلال المؤتمر الصحافي لفت عزت قريطم إلى أن إطلاق فيلم «ألوان بيروت» يندرج ضمن نشاطات «جمعية مهرجانات بيروت الثقافية» للعام الثالث على التوالي»، مشيراً إلى أن الأنشطة التي أطلقتها الجمعية خلال 2016 و2017 تميزت بتنوّعها. أضاف: «اليوم تقدّم الجمعية عملاً جديداً مخصصاً للأطفال عرض العام الفائت مع محاولة تطوير الفكرة باتجاه عمل سينمائي لإفساح المجال إزاء الجميع لحضوره».
فيلم ترفيهي تثقيفي
وصفت رئيسة «جمعية مهرجانات بيروت الثقافية» لمى تمام سلام فيلم «ألوان بيروت» بأنه ترفيهي تثقيفي موجه للأطفال من عمر خمس سنوات وما فوق وللعائلات. أضافت: «يتحدث عن قصة مدينة اسمها بيروت تغرق بالظلام وتفقد ألوانها، فيتطوع «ميم» بالقيام برحلة إلى مناطق مختلفة من بيروت ومن لبنان حتى يأتي إليها بألوان من كل منطقة يزورها، وهكذا يتعاون الجميع لإعادة الألوان إلى بيروت. هذه الرحلة التي يقوم بها «ميم» تستغرق قرابة ساعة وعشر دقائق يتعرف المشاهد من خلالها إلى مناطق داخل بيروت بأسمائها ويتعرف الأولاد إلى عاداتها وثقافتها وتقاليدها بشكل غير مباشر ويتزودون بمعلومات عنها».تابعت: «على غرار القصص الخيالية، تتضمن هذه القصة شخصية شريرة اسمها «خشه» يحاول منع «ميم» من تحقيق حلمه في إعادة الألوان إلى بيروت. بعد مغامرات كبيرة، ينتصر الخير على الشر وبالتعاون والمحبة تعود الألوان إلى بيروت». تابعت: «تجمع القصة بين الواقع والخيال وتتضمن نصائح وقيماً بأسلوب شيق مليء بالمغامرات والفكاهة، بهدف توعية الأطفال وإسعادهم، وتعزيز القيم التربوية والإنسانية»، متمنية على وسائل الإعلام وأسر الطلاب الحث على مشاهدة الفيلم «لأنه ليس كتاب تاريخ بل هدفه التسلية وله بعد تثقيفي يتعلق بنواحي الحياة، ويمكن استثماره داخل الصفوف من خلال الحوار مع الأستاذ».كذلك أشارت إلى أن الفيلم ينطلق في 22 نوفمبر يوم عيد الاستقلال في «سينما سيتي» في أسواق بيروت عند الرابعة بعد ظهر، في إطار احتفال يتضمن نشاطات ترفيهية مع رسم وأغانٍ وصور، ويستمر لغاية الأحد 29 نوفمبر، وسيُعرض في الصالات السينمائية التابعة لـ«سينما سيتي» من طرابلس إلى النبطية ليستفيد الأطفال في أنحاء لبنان من مشاهدته.وتوجهت سلام بالشكر إلى صاحب فكرة الفيلم المخرج إميل عضيمي الذي صمم الفكرة وعرضها، وقالت: «نفتخر بالمخرج عضيمي وبالشباب اللبنانيين الذين يبتكرون أعمالاً رائعة رغم الظروف التي نعيشها». كذلك شكرت وزارات الثقافة والتربية والاتصالات والمؤسسات التي أسهمت في جعل الفيلم يرى النور. من جهته، شكر المخرج إميل عضيمي «جمعية مهرجانات بيروت الثقافية» التي آمنت بمشروع الفيلم الذي هو عبارة عن رسوم متحركة، وقال: «نعلم جميعاً مدى كلفته، لكن الجمعية وضعت إمكاناتها كافة في سبيل إنجاحه». وشكر أيضاً الشركات التي ساعدت في إنجاز الفيلم والمشاركين الذين وضعوا أصواتهم على الشخصيات. يذكر أن الممثلة لورا خباز كتبت النص وكلمات الأغنيات، ووضع كريم خنيصر الموسيقى التصويرية.علامة فارقة في السينما اللبنانية
تخصَّص إميل عضيمي في صناعة أفلام الكرتون في فرنسا، وطالما حلم بأن يكون له فيلم لبناني، ولكن الكلفة الباهظة التي يتطلبها تحقيق مثل هذا المشروع أخرت مخططاته، إلى أن كان التواصل بينه وبين «جمعية مهرجانات بيروت الثقافية» التي آمن أعضاؤها بفكرته ووفروا له الإمكانات اللازمة. وهكذا رأى فيلم «ألوان بيروت» النور، وهو يشكل علامة فارقة في صناعة السينما اللبنانية، ذلك أنه للمرة الأولى يتحقق إنتاج فيلم كرتون يتضمن موسيقى وغناء وحوارات تخدم القيم وتدعو إلى نبذ العنف وتبشّر بمجتمع يسوده السلام والعدالة... ذلك كله مقصود من المشرفين عليه لأنه يتوجه إلى الأطفال، رجال المستقبل الذين سيتسلمون مقاليد الوطن، ولتوعيتهم كي لا يقعوا في الأخطاء التي وقعت فيها الأجيال التي سبقتهم وكادت تودي بلبنان.