بينما عاد إعلاميون مصريون إلى التلفزيون المصري في سياسة ترشيد النفقات التي تتبعها الفضائيات، لا تزال وجوه إعلامية تدرس هذا القرار وصيغته، خصوصاً بعض الذين عملوا في قنوات إخبارية أو قدموا برامج معينة في التلفزيون، فيما تحفظ زملاء لهم على العودة مفضلين الاستمرار في الإجازة التي تُجدَّد سنوياً بموافقات روتينية.ورغم أن الأجور التي يتقاضاها الإعلاميون في التلفزيون المصري أقل مقارنة بتلك التي تمنحها الفضائيات المختلفة، فإن اللوائح الجديدة في التعامل مع المذيعين والزيادات التي أُقرت في سنوات سابقة مع تخفيض الأجور قرَّبت هذا الفارق، بينما لا تزال القنوات الخاصة تحظى بأكبر نسب مشاهدة في استطلاعات الرأي المختلفة رغم جهود التطوير داخل التلفزيون المصري خلال الفترة الأخيرة.
تعاقدات وعودة
أبرز هؤلاء الإعلاميين شافكي المنيري التي انتهى تعاقدها مع شبكة «أون» وتكتفي راهناً بإطلالة عبر أثير الإذاعة، علماً بأنها خرجت من التلفزيون المصري في 2011، وهي رئيسة لإحدى القنوات، مفضلة التقدّم بطلب إجازة سنوية جددتها الشهر الماضي. وتطرقت مع مسؤولي التلفزيون إلى إمكان عودتها ببرنامج جديد ولكن الظروف المادية وإجراءات عدة جعلتها تعدل عن قرارها وتمدِّد الإجازة، على العكس من زميلتها هناء سمري التي عادت إلى التلفزيون المصري وأصبحت مسؤولة عن اختيار المذيعين بعدما قدمت برامج في قنوات خاصة لنحو ثماني سنوات.يختلف الوضع بالنسبة إلى الإعلامية منى سلمان التي تغيب عن الشاشة منذ عامين تقريباً، فرغم حماستها للعودة فإن وجودها في «النيل الثقافية» يعوق فكرة العودة مؤقتاً، خصوصاً أنها ترغب في الإطلالة عبر شاشة قوية وببرنامج يصعب خروجه إلى النور من خلال «النيل الثقافية»، التي تؤكد الإعلامية باستمرار اعتزازها بالعمل فيها، وبدورها في تأهيلها واكتساب خبرات عدة قبل بدء مسيرتها الاحترافية في العمل بالخارج.أما محمد ترك الذي عمل لأكثر من 12 عاماً في القنوات الفضائية، فعاد أخيراً إلى قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري ليكون مقدم نشرة مجدداً في خطوة يحافظ من خلالها على حضوره المستمر عبر الشاشة رغم إغلاق «أون لايف» التي كان يطلّ من خلالها، فيما يستعد زميله محمد عبده بدوي للخطوة نفسها، ولكن بعد إنهاء أوراق انتقاله ليكون ضمن مذيعي «النيل للأخبار» في التغطية المباشرة.ومن بين الإعلاميين الراغبين في العودة إلى التلفزيون المصري، تامر أمين الذي يريد أن يظهر في برنامج حواري وليس كمقدم نشرة، خصوصاً أنه يقدم هذه النوعية من البرامج منذ أكثر من 14 عاماً ولكن الاستغناء عنه بشكل مفاجئ من «الحياة» جعله يفكر بالعودة إلى التلفزيون المصري ويجري لقاءات عدة مع المسؤولين لإتمام ذلك بطريقة لائقة.رأي خبير
يقول أستاذ الإعلام بجامعة جنوب الوادي د. عطية عامر إن المذيعين يعودون سريعاً إلى التلفزيون المصري باعتبار أن لديهم القدرة على قطع إجازتهم والمطالبة بأحقيتهم في الظهور على الشاشة وفق الجدول الخاص بالعمل، ما يضمن لهم أن يتذكرهم الجمهور باستمرار، خصوصاً أن ابتعاد المذيع عن الشاشة لفترة يؤدي إلى تقليل أسهمه وفرص الاستعانة به وترشيحه للعمل في محطات آخرى.وأضاف أن الظهور على شاشة التلفزيون المصري حتى وإن كان بإمكانات أقل في الصورة ونسبة المشاهدة، فهو يبقى أفضل من الغياب التام، لافتاً إلى أن قرار الرجوع إلى هذه الشاشة صائب بدرجة كبيرة لدى من قاموا به في ظل غياب المشروعات الإعلامية الجديدة.ولفت إلى أن السنوات السابقة شهدت ظهور قنوات بشكل مستمر ومتتالٍ، ما منح كثيرين فرصة الانتقال من محطة إلى أخرى ومن برنامج إلى آخر، على عكس الفترة الراهنة التي تشهد انكماشاً نسبياً، من ثم فإن التلفزيون المصري وهو جهة العمل الرئيسة لغالبية المذيعين يكون أفضل مكان يظهرون من خلاله.