ألقى الباحث صالح المسباح، محاضرة ضمن الموسم الثقافي لرابطة الأدباء، مساء أمس الأول، بعنوان «قصتي مع المكتبة»، في مسرح الشاعرة د. سعاد الصباح، قدم لها الأديب فهد العبدالجليل، إضافة إلى إقامته معرضاً للكتب المستعملة، افتتح مساء أمس، وتضمن ما تحتويه مكتبته الخاصة من كتب اقتناها خلال سنوات عديدة مضت، ويستمر حتى بداية الشهر المقبل.

وتحدث المسباح في محاضرته - التي تشبه السيرة الذاتية - عن ولعه باقتناء الكتب خصوصاً القديمة منها ذات الطابع التراثي، متطرقاً إلى مكتبته الخاصة، والطرق التي اتبعها لتوسيعها إلى درجة أنها تضم الآن أكثر من مئة ألف كتاب، مشيراً إلى تعرفه منذ يفاعته (في سن 13 عاماً) على مجموعة من الشباب، الذين يشاركونه الحب نفسه للكتب والقراءة، إضافة إلى تنشئته في أسرة مستقرة اجتماعياً ومتوسطة الدخل مادياً ومحبة للعلم والمعرفة، ليتلقى منها التشجيع على حب العلم والمعرفة واقتناء الكتب، ثم مساعدته في تكوين مكتبته الضخمة، التي تضم أمهات الكتب والمجلات والمخطوطات.

Ad

وتحدث عن والده الذي كان بحاراً وتعلم على يد المطوع، ثم كان من طموحاته الكبيرة أن يعلم ابنه أفضل تعليم ليحقق فيه حلمه، وأوضح المسباح أنه أظهر تفوقه وتميزه منذ المرحلة الابتدائية وصولاً إلى الثانوية، كما أن ميوله الأدبية كانت متفوقة على ميوله إلى العلوم الأخرى، مستذكراً شغفه بشراء المجلات الأدبية المفيدة في فترة السبعينيات، مثل مجلة «العربي» وغيرها، كما أبدى منذ الصغر حبه للاطلاع على الكتب التي تتحدث عن تاريخ الكويت كالغوص وصناعة السفن والتعليم وغيرها، كذلك اندماجه مع الحالة الثقافية والفكرية التي كانت تعيشها الكويت خلال الفترة الماضية.

مكتبة ضخمة

وأكد أن كل هذه العوامل أسهمت في أن تكون له مكتبة ضخمة عامرة بمختلف الكتب التي تتنوع بين التراث والثقافة والدراسات والفنون وغيرها، كاشفاً أن مكتبته إلى جانب ذلك تضم كتباً وإصدارات ومخطوطات تتحدث عن الدوائر البلدية، والمعارف والأوقاف والوزارات والمؤسسات والهيئات والتأمينات والخارجية والجمارك والجمعيات التعاونية والمسرح والبحر والغوص والرياضة والتقارير المالية والإدارية، والرياضة والبيئة والزراعة والطيور وغيرها.

وتحدث المسباح عن زيارته لمختلف المكتبات الخاصة في الكويت وخارجها، والتي يمتلكها كتاب وأدباء وباحثون وعلماء وفي تخصصات أخرى متنوعة، واطلاعه على محتواها واستفادته من طرق ترتيبها، مما ساعده في تنسيق مكتبته الخاصة وتصنيف محتواها من الكتب والإصدارات.

أسعار رمزية

وبيّن المسباح أن مكتبته التي تضم أكثر من مئة ألف كتاب وتعد أكبر مكتبة خاصة في الخليج، أصبح الآن لديها فائض قدره 60 ألف كتاب، وهو يعرضها بأسعار رمزية كي يستفيد منها أولئك الذين يبحثون عن الكتب ذات المضامين الثقافية والتراثية المتميزة.

وكشف المسباح أنه تواصل مع المجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب من أجل منحه مقراً لعرض كتبه المستعملة على الجمهور، لكن حتى الآن لم يستقر الأمر على شيء، لذا فإنه يقوم الآن بتفعيل مشروعه بشكل شخصي، وقال: «ليس المقصود من المعرض البيع، ولكنني أرغب في تعزيز مفهوم القراءة لدى المجتمع، خصوصاً بعد الهجمة التي قامت بها مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الحديثة، التي تكاد أن تقضي على حب القراءة لدى الأجيال الجديدة من شبابنا، وانشغالهم بها، أكثر من انشغالهم بالقراءة والاطلاع».