اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير، خلال قمتهما أمس في الخرطوم على هامش اجتماعات الدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية - السودانية المشتركة، على تعزيز التعاون بين دولتي وداي النيل، عبر حزمة من المشروعات، أبرزها البدء في مشروع الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية بين البلدين.

الرئيس السيسي، الذي زار الخرطوم للمرة السادسة منذ توليه الحكم في 2014، أشاد خلال مؤتمر صحافي مع البشير بما تشهده العلاقات المصرية - السودانية من «قوة دفع ملموسة»، مؤكدا أن «العلاقات الأخوية كسبت مزيدا من الرسوخ والمتانة والقدرة على التصدي لأي تدخلات خارجية ومعالجة أي مشكلات مصطنعة».

Ad

وكشف الرئيس المصري عن توقيع مصر والسودان 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون مشتركة، مؤكدا أنه من شأن تلك خطوات أن تفتح آفاقا أرحب أمام العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشاد خصوصا ببدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي «الذي من شأنه أن ينقل علاقات التعاون إلى مرحلة جديدة»، وكذلك بالاجتماع الأول للجنة ربط السكك الحديدية، واصفا هذا المشروع بأنه «استراتيجي، ويمثّل خطوة إضافية على مسار دفع الترابط والتكامل بين البلدين».

وسيعزز مشروع الربط من التبادل التجاري بين البلدين، فمن ناحية سينقل البضائع المصرية إلى قلب القارة الإفريقية، في حين يحمل المنتجات السودانية إلى ميناء الإسكندرية المطل على البحر المتوسط.

وأثنى السيسي على دور الخرطوم في توقيع اتفاق سلام بجنوب السودان، ودعا الى تكثيف التعاون لتحقيق الأمن في منطقة البحر الأحمر بالتنسيق مع الدول العربية والإفريقية.

من جهته، أعلن البشير توقيعه على قرار يلغي الحظر المفروض على منتجات زراعية مصرية من الدخول إلى الأراضي السودانية.

واستضافت الخرطوم اجتماعات اللجنة الوزارية المصرية - السودانية المشتركة، برئاسة وزيري الخارجية سامح شكري والدرديري محمد أحمد، أمس الأول، والتي أقرت 11 اتفاقية بين مذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، وميثاق شرف إعلامي.

ورغم أن المؤتمر الصحافي للرئيسين السيسي والبشير لم يتطرق إلى ملف سد النهضة الإثيوبي بشكل مباشر، قال وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني، خضر محمد، لـ «رويترز»، إن السودان وإثيوبيا ومصر أحرزت تقدما نحو وضع جدول زمني لملء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، وأن هناك تفاؤلا بإمكان التوصل إلى اتفاق في هذا الملف.

وتعد هذه النقطة هي جوهر الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا، إذ تطالب الأولى بأن يتم ملء بحيرة سد النهضة على عدة سنوات تصل إلى سبع، حتى لا تتأثر حصة مصر التاريخية من مياه النيل المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، في حين تعتزم إثيوبيا الانتهاء من ملء البحيرة التي تتسع لنحو 74 مليار متر مكعب في غضون ثلاث سنوات، وإذا تم التواصل إلى اتفاق يرضي الطرفين ستكون أكبر العقبات في ملف النهضة قد أزيلت.

في الشأن المحلي، صرحت وزيرة الهجرة، نبيلة مكرم، أمس، بأنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الهجرة والاتصالات ينص على تسهيل تلقي التحويلات النقدية من المصريين بالخارج عن طريق مكاتب البريد المصري، وأنه بات في إمكان المواطن المصري بالخارج إرسال أمواله إلى قريته في غضون دقائق معدودة دون وجود أي عائق.