أميركا: مزيد من الطرود المفخّخة لمناهضي ترامب

الرئيس الأميركي يدين العنف السياسي... ويحمل الإعلام جزءاً من المسؤولية

نشر في 26-10-2018
آخر تحديث 26-10-2018 | 00:02
عاملة تفحص طروداً في أحد مراكز أمازون بواشنطن أمس الأول (رويترز)
عاملة تفحص طروداً في أحد مراكز أمازون بواشنطن أمس الأول (رويترز)
تسعى السلطات الأميركية خلف المسؤولين عن إرسال طرود تحوي عبوات ناسفة إلى ديمقراطيين بارزين وشبكة "سي إن إن"، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات النصفية التي قد تغير المشهد السياسي الأميركي.

وعثر امس، على طرد جديد يعتقد أنه يحوي عبوة ناسفة في مدينة نيويورك، كان مرسلاً إلى الممثل روبرت دي نيرو الذي وجه انتقادات لاذعة تضمنت شتائم للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو أن طردا مشبوها أرسل أيضا إلى مكتبه. وقال كومو، وهو ديمقراطي يخوض الانتخابات سعيا للفوز بفترة جديدة، إن الطرد "جرى التعامل معه"، مشيرا إلى أنه لن يشعر بالدهشة إذا تم العثور على المزيد من الطرود.

ولم تنفجر أي من الطرود التسعة، ولم ترد بلاغات عن وقوع إصابات، لكن بعض الديمقراطيين البارزين وصفوا التهديدات بأنها عرض من أعراض الخطاب السياسي الفظ الذي يشجعه ترامب.

وتعرض كل المستهدفين بالطرود لاتهامات متكررة من منتقدين ينتمون لتيار اليمين المتشدد. وكان من المستهدفين الرئيس السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الرئاسة في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون وإريك هولدر وزير العدل في عهد أوباما.

وجرى أيضا استهداف جون برينان، المدير السابق للاستخبارات المركزية (CIA)، والملياردير جورج سوروس أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي وماكسين ووترز وهي عضو بالكونغرس عن ولاية كاليفورنيا ومنتقدة صريحة لترامب.

ويأتي إرسال الطرود في وقت تستعد البلاد لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجرى في السادس من نوفمبر وستحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين انتزاع السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو المجلسين من الجمهوريين وحرمان ترامب من الغالبية التي يتمتع بها حزبه في المجلسين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إرسال هذه الطرود.

وقال مدير مكتب "FBI" كريستوفر راي في بيان، إن قوة مهام مشتركة لمكافحة الإرهاب بقيادة المكتب وتضم وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية "ستواصل العمل لتحديد هوية المسؤول عن إرسال هذه الطرود أيا كان واعتقاله.

وذكرت شبكة "إم إس إن بي سي" التلفزيونية امس، أن مكتب "FBI" يحقق في أمر منشأة بريدية في نيوكاسل بولاية ديلاوير.

ووصف عدد من السياسيين، بينهم رئيس الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الأمر بأنه عمل إرهابي.

وقال مسؤول اتحادي إن المحققين يحاولون تتبع طرد مشبوه آخر يعتقدون أنه أرسل إلى جو بايدن نائب الرئيس السابق أوباما.

من ناحيته، قال ترامب في تجمع سياسي في ويسكونسن أمس الأول، إن حكومته ستحقق في الأمر. وأضاف "أي أفعال أو تهديدات بعنف سياسي تعد هجوما على ديمقراطيتنا نفسها، نريد أن تتحد كل الأطراف في سلام وتناغم".

لكنه قال إن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية "وقف العداء الذي لا ينتهي والسلبية المتواصلة والهجمات والأخبار الكثيرة الكاذبة".

ورغم دعوات ترامب إلى الاتحاد والإدانات التي عبر عنها العديد من المسؤولين الجمهوريين للعنف، اتهم رئيسا الكتلتين الديمقراطيتين في مجلسي الكونغرس الرئيس بغض النظر عن العنف.

وكتب السناتور تشاك شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ونانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، في بيان أن "الرئيس تغاضى باستمرار عن عنف جسدي وبث الفرقة بين الأميركين بأقواله وأفعاله".

على صعيد آخر، وبينما قال الرئيس الأميركي، امس، إنه "يحرك الجيش" لحماية الحدود الأميركية حيث تواصل قافلة من المهاجرين القادمين من أميركا الوسطى السفر عبر المكسيك في طريقها إلى الولايات المتحدة، نفت بكين وموسكو الأنباء التي أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" امس، والتي تفيد بان الاستخبارات الصينية والروسية قامتا بالتنصت على المكالمات الهاتفية التي أجراها ترامب مع أصدقائه وحلفائه من هاتفه النقال من طراز ايفون واستخدمتا المعلومات التي تم جمعها لتحديد سياستهما مع الولايات المتحدة.

وأدرجت بكين التقرير في اطار "الاخبار المزيفة" ومازحت الرئيس الاميركي مقترحة عليه اقتناء هاتف "هواوي" الصيني، بينما اعتبرت موسكو أن نشر مثل هذه المعلومات يعبر عن "تردي المعايير الصحافية".

back to top