لو أجرينا إحصاء للمقالات الصادرة في عام 2018 عن الكتاب الكويتيين، لوجدنا المقالات «المتحلطمة» بسبب الوضع المحلي في مؤسساتنا الحكومية قد تصل إلى %80 مقابل مقالات ناقدة بموضوعية لا تتجاوز الـ20 في المئة، هذا فضلاً عن المقالات التي لا هدف من ورائها إلا تحقيق غاية شخصية أو تجريح بأشخاص ومؤسسات حكومية، أو تخذيل لهمم وجهود مبذولة بصدق في تلك المؤسسات.وإن الناظر بموضوعية إلى ما يكتب في الصحافة المحلية أو على مواقع التواصل الاجتماعي ليرصد خللاً جوهرياً في تلك المقالات بأن كثيراً منها يفتقد الموضوعية، فيصور الكويت وكأنها تغرق في الفساد الإداري، ولو خرج هؤلاء «المتحلطمون» إلى الفضاء الرحب لرأوا كثيراً من المنجزات التي يشار إليها بالبنان، ولا يمكن لعاقل أن ينكرها لأنها قائمة وتفرض نفسها للعيان وتقول «هأنذا».
صحيح أن الدورة المستندية في بعض المؤسسات تطول وتتأخر المعاملات فيها، لكن ذلك لا يعني أن نغفل الجانب المضيء من المنجزات الحكومية، والتي تتصدرها منجزات الديوان الأميري، الذي بدأ منذ سنوات بتنفيذ مشاريع وفق الخطة التنموية الحكومية لدولة الكويت التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وثقافي إقليمي جاذب للاستثمار، وذلك بحلول عام 2035، وتنفيذاً لتوجهات أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. فتنوعت مشاريع الديوان الأميري لتشمل كل جوانب التنمية في الكويت، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وحديقة الشهيد، ومباني محاكم الرقعي، ومستشفى الجهراء الذي يعد من أضخم مستشفيات العالم. وهذه المشاريع تستدعي الإشادة بجهود الديوان الأميري وتسليط الضوء على أبرز المشاريع التي قام الديوان بتنفيذها أو أشرف عليها، منذ أن كان الشيخ ناصر الصباح، شافاه الله وعافاه، وزيراً في الديوان الأميري، وحتى بعد أن أصبح في التشكيل الوزاري وصار وزيراً للدفاع، فإن الحرص على الإنجاز ما زال يلازمه، وذلك لإبراز وجه الكويت الحقيقي والمساهمة في خلق جيل واع بالجهود التي يبذلها أبناء الكويت المخلصون في سبيل تحقيق نهضتها وتقدمها.وإن مستشفى الجهراء الذي افتتح في الثاني من يوليو 2018 برعایة وحضور سمو أمیر البلاد الشیخ صباح الأحمد يمثل: «صرحا حضاریا متكاملا ولبنة إضافیة نوعیة، تعزز منظومة الرعایة الصحیة في البلاد، وتندرج ضمن الرؤى السامیة وبرنامج عمل الحكومة والخطة التنمویة للدولة في تنفیذ المشاریع الضخمة والممیزة، وتم تنفیذ المدینة من قبل الدیوان الأمیري وفقا للمعاییر العالمیة بزمن قیاسي قدره ثلاث سنوات باستخدام أحدث وسائل التكنولوجیا الطبیة، وقد تكرم سمو أمیر البلاد رعاه الله بالتبرع بأرض المشروع بالكامل للشعب الكویتي». والسؤال الذي يطرح نفسه للمتحلطمين: هل من العدل أن تروا كل هذا السواد وتغفلوا هذه المنجزات؟لا يسعني إلا ان أذكركم بمقولة «ألبير كامو» الفيلسوف الفرنسي الوجودي: «لا تسر أمامي فقد لا أتبعك، ولا تسر خلفي فقد لا أقودك، بل سر بجانبي وكن صديقي».
مقالات - اضافات
لـ«المتحلطمين»: لماذا لا نسير معاً؟
26-10-2018