الأردن يبكي 23 سقطوا في «فاجعة البحر الميت»

عبدالله الثاني يتعهّد بمحاسبة المقصّرين... والسيول تصل إلى تبوك وتوقع قتيلاً

نشر في 27-10-2018
آخر تحديث 27-10-2018 | 00:04
 عناصر من الدفاع المدني الأردني يبحثون عن مفقودين في منطقة البحر الميت أمس (رويترز)
عناصر من الدفاع المدني الأردني يبحثون عن مفقودين في منطقة البحر الميت أمس (رويترز)
نكست الإعلام في الأردن أمس مدة 3 أيام، حداداً على مصرع ٢٣ شخصاً، معظمهم من الطلبة، في سيول اجتاحت طريقاً في منطقة البحر الميت.
عاش الأردن أمس حالة من الحزن والصدمة، بعدما ارتفع إلى ٢٣ عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة السيول التي تسببت فيها، أمس الأول، أمطار غزيرة في منطقة البحر الميت غرب الأردن، معظمهم من طلاب مدرسة كانوا في رحلة.

وبينما نكست الأعلام مدة ثلاثة أيام حداداً، تعهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بمحاسبة المقصرين.

وقال الملك عبدالله الثاني الذي ترأس، أمس، اجتماعاً طارئاً لمجلس السياسات الوطني لبحث كارثة السيول، إن "حزني وألمي شديد وكبير، ولا يوازيه إلا غضبي على كل من قصر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة".

وأضاف: "أعزي نفسي وأعزي الأردن بفقدان أفراد من أهلي وأسرتي الكبيرة، فمصاب كل أب وأم وأسرة هو مصابي. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وقدم العاهل الأردني العزاء إلى قادة العراق في وفاة ٣ عراقيين في الكارثة، وألغى زيارة كانت مقررة أمس، للبحرين لمتابعة الحادث.

وعلقت الملكة رانيا العبدالله على "تويتر" قائلة: "قلوبنا انفطرت من هول الفاجعة. ندعو بالرحمة على من فقدنا، واللهم صبر أهلهم وأعنهم على مصابهم، وخفف على كل مصاب واكتب النجاة للمفقودين البحر الميت".

بدوره، قال وزير التربية عزمي محافظة، إن "الوزارة ستفتح تحقيقا شاملا للوقوف على حقيقة ما جرى"، مشيراً إلى أن "منظم الرحلة يتحمل بالكامل مسؤولية ما جرى".

وأوضح أن "الرحلة المدرسية التي جرفتها السيول في منطقة البحر الميت خالفت مسارها الموافق عليه من الوزارة".

وشهد الأردن بعد ظهر أمس الأول، تساقطاً غزيراً للأمطار، ما أدى إلى تشكل السيول في مناطق عدة.

وحسب مصادر أمنية، فإن طلاب المدرسة والأساتذة المرافقين لهم كانوا نزلوا من حافلة توقفت قرب شاطئ البحر الميت عندما باغتتهم سيول قوية جرفتهم مع الحافلة باتجاه البحر الميت.

وأفاد مصدر في الدفاع المدني، "حتى الآن تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثة 20 قتيلا و35 مصابا، ومازال البحث جاريا عن مفقودين آخرين جرفتهم السيول".

وقال مصدر أمني إن "البحث جار عن ثمانية مفقودين".

وأوضح أن "الضحايا جلّهم من الطلاب تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 14 سنة، وكانوا في رحلة مدرسية الى منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان)".

وتابع أن "بين القتلى أناسا آخرين كانوا يتنزهون في تلك المنطقة" السياحية، التي يطلق عليها اسم المياه الساخنة و"داهمتهم السيول"، كما أن "بين الجرحى رجال أمن كانوا يشاركون في عمليات الإنقاذ".

وتشارك في عمليات الإنقاذ والبحث وتمشيط المنطقة طائرات مروحية وآليات للجيش.

وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي إرسال مروحيات الى الأردن، للمساعدة في عمليات الإنقاذ.

وانتهت العملية الإسرائيلية التي نفذتها وحدة نخبة في مجال البحث والإنقاذ بطلب من الحكومة الأردنية، حسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان.

وأجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً، بملك الأردن، أعرب خلاله عن تعازيه في ضحايا سيول البحر الميت.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن "السعودية تضع كل إمكاناتها في خدمة حكومة وشعب الأردن، لتجاوز ما خلفته هذه السيول من أضرار".

كما هاتف العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعبدالله الثاني معزياً.

وأعربت جامعة الدول العربية، أمس، عن خالص التعازي للاردن ملكا وحكومة وشعبا في ضحايا السيول.

كما أعرب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي عن تعازيه للاردن، موجها بإغاثة الضحايا العراقيين هناك.

وبالتزامن مع الحالة المضطربة التي تشهدها المنطقة، شهدت منطقة تبوك السعودية، أمطاراً غزيرة مصحوبة بزخات من البرد، سالت على إثرها الأودية والشعاب، ما أدى إلى وفاة شخص، فيما تم إنقاذ العشرات، حيث تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 49 شخصاً في كل أرجاء المنطقة، وشارك في عملية الإنقاد الطيران العمودي بالقاعدة الجوية.

وأصدرت الهيئة العامة للأرصاد السعودية، أمس، تحذيراً باستمرار هطول الأمطار.

back to top