الجنسية الكويتية، سواء جاءت من عمل جليل للوطن، أو للزوجة الأجنبية من زوجها الكويتي، أو لأبناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي، أو أي طريق غير ذلك، شرعياً، أو غير شرعي، وهو ما بات كثيراً للأسف، هي شرف ووسام يناله المجنس، ويجب أن يحمله ذلك الشرف مسؤولية كبيرة على عاتقه، بالمحافظة على جنسيته وعدم الإساءة إليها أو لهذا الوطن الغالي على أبنائه المحبين له منذ وجوده، فالجنسية الكويتية هوية وانتماء وتشريف لا هدية أو مكافأة تهدى للمجنس، الذي يكون هدفه الأول الانتفاع المادي، فيجب على جميع من يحصل عليها أن يكون حريصا على الحفاظ عليها، وليعلم أنه كما امتلكها من الممكن أن يخسرها عند الإساءة.احترام هذه الجنسية والهوية واجب وطني على جميع الكويتيين ويجب أن تكون الكويت هي وطنهم أولاً وأخيراً، لأنها دارنا وعزنا وحريتنا وأماننا، لا كما نسمع ممن يقومون بتمجيد وتعظيم بلاد غير الكويت مقارنين هذه البلاد بوطننا، ولو كان عند طريق النقد أو المقارنة، فهي مقارنة غير مقبولة بل مهينة وغير مرضية لمن يحب هذا الوطن ويعشقه بكل ظروفه، فالإنسان في الخارج بلا انتماء يظل غريباً ذليلاً ولو امتلك المال الكثير، والبيوت العديدة، ورائحة الوطن لا مثيل لها، كرائحة الربيع في حلوله، والوطن هو الحياة فمادام هناك وطن فهناك حياة كريمة.
أما سحب الجناسي وإرجاعها، فأمر يرجع إلى المسؤولين، ووجهة نظري هي عدم تجنيس إلا المستحق الحقيقي، كما ذكرت في مقالات سابقة، وكما ذكرت فإن الجنسية هوية لا هدية تهدى، وبما أن لدى الحكومة ما يمنع أن تسحب الجناسي من مزورين ومزدوجين، حسب ادعائها، في ظروف معينة، وفي ظل ضغوط نيابية تعيدها إليهم، فهناك مستحقون من غير محددي الجنسية من أبناء الشهداء وأصحاب الشهادات العالية والكفاءات، الذين هم أولى بالتجنيس ممن ثبت لدى الحكومة أنهم مزورون أو مزدوجون أو اقترفوا أفعالاً تسيء إلى هذا الوطن، فهذه وجهة نظر، وإن كنت غير مؤيدة لها، فإنها من الممكن أن تكون أقل ضرراً وأكثر نفعاً للمجتمع الكويتي. حفظ الله الكويت وحاكمها الحكيم وشعبها الكريم.
مقالات - اضافات
الجنسية هوية لا هدية
27-10-2018