دخلت مساعي تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة في سباق مع «مهلة معنوية» جديدة تم وضعها لإبصار التركيبة النور، وهي 31 الجاري، تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

ويبدو أن العقد رست على تمثيل حزب «القوات اللبنانية» في الحكومة، عقب التوصل إلى تسوية للعقدة الدرزية، وبعد أن أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مرارا، أن مسألة توزير سُنِّي من فريق «8 آذار»، ليست على جدول أعماله، راميا الكرة في ملعب بعبدا (مقر رئاسة الجمهورية).

Ad

وأكدت مصادر سياسية متابعة، أن «التركيز بات منصبَّا اليوم على إيجاد صيغة تكون مرضية لـ(القوات)، في أعقاب تراجع الرئيس عون عن إعطائها وزارة العدل، وسط إصرار شديد يبديه الحريري على مشاركة (القوات) في حكومته».

وكشفت المصادر عن «رفض (القوات اللبنانية) الاقتراح الذي قُدِّم إليه من الحريري، والذي يقضي بالاختيار بين وزارات التربية والصناعة والعمل، بدلا من وزارة العدل».

وأكدت أن «حزب القوات لا يزال يطالب بالحصول على أربع حقائب، إضافة إلى موقع نائب رئيس الحكومة». ورأت أنه «إذا استمرت (القوات) بالعرقلة، فإن الحريري سيطرح تشكيلته الحكومية في بداية الأسبوع المقبل كحد أقصى، والتي تمنح الحزب ثلاث حقائب ونائب الرئيس، ليبنى على الشيء مقتضاه». في موازاة ذلك، ردَّ وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، على «تويتر»، أمس، على ما نُشر في صحيفة الأخبار، أمس، تحت عنوان: «الأمينة العامة للقوات... المتسلطة التي تُريد إقصاء رياشي»، بالقول: «الحملة الصليبية الأولى كانت بعد تعييني رئيسا لجهاز الإعلام والتواصل وكان عنوانها (شو وصلوا لهون)، وقادها بعض الحاسدين والحاقدين وبعض القوات السابقين أو السابق رقادهم».

وأضاف: «الحملة الصليبية الثانية، انطلقت منذ أيام، وكان عنوانها ملحم الرياشي الطفل المعجزة غيَّر في القوات ما لم يغيره الدهر، وتقودها أوركسترا ممنهجة هدفها زعزعة بل ضرب ثقة رئيس حزب القوات سمير جعجع بملحم الرياشي، حتى لا تتعذبوا وتكتبوا زيادة على الفاضي، ولمن لا يعرف أقول: أنا من اختار جعجع، وقبل أن أعرفه ومنذ نعومة أظفاري عام 1986، وليس هو من اختارني، لأنه قال وحده، لا حين انخفضت الرؤوس، كل الرؤوس، وأنا انتظرت خروجه، وعلى طريقتي، فلا تهدروا حبرا في غير محله كفاكم».

وختم: «ملاحظة في مكانها: ما كتب عن علاقتي بالصديقة شانتال سركيس أضغاث أحلام، فهي صديقة حميمة وزوجها جون حنا قبل ولوجها العمل الحزبي، لم نختلف يوما أو تتدخل في عملي إلا بناء على طلبي». وكانت «الأخبار» كتبت أن «الأمينة العامة لحزب القوات شنتال سركيس تُحاول أن تتسلط على الوزير رياشي، طمعا في لعب الدور السياسي المكلف به».

في سياق منفصل، لم يصمد وقف النار في مخيم المية ومية جنوب بيروت، الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع الموسع بمقر المجلس السياسي لـ«حزب الله» وجمع وفدين من حركتي «فتح» و»أنصار الله»، فتجددت الاشتباكات بين المطرفين بالأسلحة المتوسطة، إضافة إلى القذائف الصاروخية، رغم تدخل السُّلطات اللبنانية. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري دخل خلال اليومين الماضيين على خط حل الأزمة، فيما أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اتصالا، أمس، برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكد فيه أن «أمن لبنان أولوية فلسطينية، وهو ما ترجمه الفلسطينيون بعدم السماح بأن تكون المخيمات منطلقاً لأي عمل يضر بلبنان».