لبنان: الولادة الحكومية على نار حامية... ووزارة واحدة عالقة

• الحريري يزور بري لإقناعه بمقايضة «الزراعة»
• جعجع يدعو إلى مصادرة أسلحة «المية ومية»

نشر في 28-10-2018
آخر تحديث 28-10-2018 | 00:04
الحريري مستقبلاً وفداً فرنسياً أمس الأول في بيت الوسط	(دالاتي ونهرا)
الحريري مستقبلاً وفداً فرنسياً أمس الأول في بيت الوسط (دالاتي ونهرا)
عادت الأجواء الإيجابية لتطغى على ملف تأليف الحكومة إذ أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد زيارة لعين التينة أن الحكومة ستشكل خلال أيام.
تترقب الساحة الداخلية اللبنانية تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة قصر بعبدا الرئاسي، إيذاناً بولادة الحكومة بعد أكثر من 5 أشهر على الانتخابات التشريعية التي تلتها مشاورات ومفاوضات صعبة بين المعنيين بالتأليف.

وأشارت التوقعات إلى أن الحكومة ستولد خلال الساعات المقبلة بعد «روتشة» بعض العُقد الصغيرة، انطلاقاً من الحركة المكثّفة للمشاورات التي شهدها بيت الوسط خلال اليومين الماضيين، وزيارة الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.

استكمال التشكيلة

وأعلن الحريري بعد لقائه بري أن «الحكومة ستشكل خلال الأيام القادمة»، كاشفاً أنه سيزور الأردن اليوم لأسباب عائلية، وسيسعى إلى استكمال التشكيلة الوزارية «مطلع الأسبوع القادم». وقال الحريري: «بالنسبة لي الجميع قدم التضحيات لمصلحة البلد، ومن هذا المنطلق الفكرة هي تشكيل حكومة وحدة وطنية يتواجد فيها كل الأفرقاء لمواجهة التحديات التي تنتظر لبنان». وأوضح أن «هناك عقبة صغيرة متبقية أمام هذا التشكيل، وسنعمل على حلها».

الزراعة

وقالت مصادر متابعة إن «من بين محاولات معالجة تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة محاولة الرئيس الحريري إقناع الرئيس بري بالتنازل عن حقيبة الزراعة للقوات مقابل حقيبة العمل التي ترفضها القوات، وإذا قبلت الأخيرة بالزراعة تكون الأزمة قد انتهت، بشرط ألا تتحول مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين إلى عقدة أخيرة ما لم يقرر الرئيس ميشال عون تبني توزير أحدهم».

وأضافت: «بذلك يحصل حزب القوات على الزراعة والشؤون الاجتماعية والعمل والثقافة مع نائب رئيس الحكومة، وإذا نجح هذا الأمر فستؤلف الحكومة خلال ساعات قليلة».

رياشي

وقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، إن «الحكومة على وشك أن تتشكل، والقوات اللبنانية لا تغويها مناصب ولا حقائب، فهي أينما تكون وكيفما تكون تشبه نفسها، وهي موجودة لتحقق ثلاثة أهداف أساسية في مشاركتها أو معارضتها أو في أي موقف تتخذه. الهدف الأول سيادة الدولة، والثاني سيادة القانون، والثالث مكافحة الفساد، فالقوات لن تحاكم يوماً الفاشل على فشله على اعتبار أن الفاشل يحتضن، والفاسد يحاسب، ولكن الناجح يجب مكافأته».

كما أعلن رئيس حزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، أمس، أن «المشكلة الأساسية تتمثل في المنظومة الخرافية بين الوزارات السيادية والطوائف والوزارات الخدماتية والوزارات الوازنة»، مؤكداً أن «الطاشناق» كان وسيظل مع العهد.

وأشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب نعمة افرام إلى أنه «من غير المقبول تضييع الوقت على تشكيل الحكومة وعلى إقرار القوانين وغيرها من الأمور».

وأضاف «نحن نريد تطويراً بنيوياً في لبنان، وتشكيل حكومات بشكل أسرع، لأنه بعد تشكيل الحكومة نبدأ بمحاسبة العهد على الأرض، وأول نجاح للحكومة في المرحلة المقبلة عبر تطبيق سيدر». ولفت افرام إلى أن «المعلومات التي أملكها تشير إلى أن هناك حكومة خلال الـ48 ساعة المقبلة».

المخيمات

في سياق منفصل، وبعد ثلاثة أيام من الاشتباكات الدامية التي أدت إلى سقوط قتيلين في المواجهات بين حركتي «فتح» و»أنصار الله»، شهد مخيم «المية ومية» أمس هدوءاً حذراً، بعدما كانت تجددت فيه الاشتباكات مساء أمس الأول لتعود وتراجعت حدتها ليلا، حيث سمع بعيد منتصف ليل الجمعة- السبت إطلاق قذيفة مع رشقات نارية. وفي محاولة لترسيخ التهدئة، رعى «حزب الله» ممثلاً بمسؤول العلاقات الفلسطينية النائب السابق حسن حب الله الجمعة اللقاء بين وفد من حركة فتح، ووفد من حركة «أنصار الله» في مقر المجلس السياسي للحزب في بيروت، بحضور الشيخ عطالله حمود، ومسؤول منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر، حيث جرى التأكيد على تثبيت وقف إطلاق النار، وإزالة المظاهر المسلحة فوراً في مخيم «المية ومية».

وعلق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، على اشتباكات «المية ومية»، قائلا: «تواصلت الاشتباكات على مدى الأيام الأخيرة في مخيم المية ومية، وكأنها أرض غير لبنانية، وسكانها غير لبنانيين، في ظل معاناة ومخاوف كبرى من قبل أهالي البلدة والقرى المجاورة، والمؤسف، حتى اللحظة، غياب أي تدخل للقوى الأمنية من أجل استتباب الأمن، وتبديد مخاوف الأهالي، وتثبيت الاستقرار، وإعادة الأمور إلى نصابها، لذلك أتمنى على الرئيس عون والرئيس الحريري إعطاء الأوامر للجيش اللبناني من أجل التدخل.

back to top