ضرب الجمهور موعدا مع المتعة البصرية عندما توافد بكثافة على مركز جابر الأحمد الثقافي، لمتابعة عرض فريق "ذا إیلوجنستس"، الذي ظهر في الكويت للمرة الأولى، وقدَّم عرضا مميزا لمدة 120 دقيقة، تخللته استراحة قصيرة زادت من شغف الحضور وحماسهم.ولعل كل مَن تابع العرض لمس تحفز الجمهور الكبير قبل بدء الحفل، لاسيما هؤلاء الذين اطلعوا على تاريخ الفرقة وأهم عروضها ومشاركاتها العالمية.
ويُعرف "ذا إیلوجنستس"، بأنه أكثر عروض السحر مبيعا في العالم، حيث يضم أكثر المواهب في السحر والخدع البصرية، والتي حطمت أرقاما قياسية في المبيعات.ويتميز هذا العرض الفريد من نوعه، بأنه يقدِّم مجموعة من السَّحرة الموهوبين بصورة قريبة من الواقع والممارسين لفن الخدع البصرية بأسلوب مذهل. وقدِّم هذا العرض لأول مرة في أوبرا سيدني بأستراليا، ثم انطلق يجول حول العالم، بعد نجاحه الكبير على مسارح برودواي بالولايات المتحدة، حتى حطَّ رحاله أخيرا بالكويت.وأبهر أعضاء الفرقة، من خلال مجموعة فقرات، رواد المركز، الذين احتشدوا في المسرح الوطني، يراودهم الأمل بمشاهدة حيَّة لأبرز خدع الفرقة، حتى تحقَّق لهم ما أرادوا، بفضل سبع مواهب لا مثيل لها.
نجوم الصف الأول
قدَّم العرض مجموعة من نجوم الصف الأول في مجال الخدع البصرية، الذين تأثروا بأشهر السَّحرة على مدار التاريخ، مثل هاري هوديني، وأضافوا لمسات جمالية وعصرية تناسب روح القرن الـ21، ليقدِّموا تجربة فنية نادرة تجمع بين الإثارة والجرأة، وحفزت المشاهدين لتتركهم في حيرة من أمرهم، والسؤال المألوف يجول بخاطرهم، دون أن يفصحوا عنه صراحة؛ كيف حدث ذلك؟وأبهر صاحب الحيل الماهر دیفید ویلیامسون، الملقب بـ"ملك الحیل"، الجمهور بخفة یده، في حین قدَّم الموهوب أندرو باسو، الملقب بـ"فنان الهروب"، حیلا مدهشة، بمشاركة الجمهور، أبرزها "صندوق هوديني المائي"، وهو عبارة عن خزان مُحكم الغلق یمتلئ بالماء، ويهرب منه باسو، تاركا جمهوره في حیرة من أمرهم. ويُعد الساحر هوديني أشهر مَن نفذ هذه الحيلة في بدايات القرن العشرين، قبل أن يشتهر بها الإيطالي باسو.واستطاع يوهو جین، الملقب بـ"المخادع"، أن ينتزع الآهات من حناجر الجمهور عندما حرَّك أنامله في الهواء، فصدحت بأصوات آلة البيانو، وكأنه یعزف عليها بمهارة كبيرة.حركات مخادعة
بينما ملأ لیوناردو برونو، الملقب بـ"الخیمیائي"، الأجواء بحركاته المخادعة، التي اكتسبها وأتقنها بمهارة عن معلمه المكسيكي لیوناردو تریبول، الذي یُعد أحد أهم وأشهر السَّحرة في المكسیك وأميركا اللاتینیة، فتعلقت به الأنظار، وأثنى عليه رواد الحفل.ومضى الوقت سريعا على عشاق هذا النوع من الفنون البصرية، التي تحتاج للتركيز.بعد ذلك، أطلَّ الثنائي سوس وفیكتوریا، ليستقبلهما الحضور بالتصفيق، استحقا الحصول على مثله عندما استطاعا أن يبهرا الجمهور بتغییر الشكل والأزیاء بسرعة البرق، وقبل أن يستوعب العقل الصورة التي كانا عليها ظهرا بأخرى.وجدير بالذكر، أن الثنائي سبق أن فازا أربع مرات بلقب الأسرع بالعالم في التبديل وتغییر الملابس من موسوعة غینیس، حيث سجلا 16 زیا في 120 ثانیة.في حين تميَّز فنان الاستعراض دارین بارتدریدج، الشهير بـ"دیزي"، والملقب بـ"رجل المریخ"، لإجادته الفنون القتالية، حيث استطاع حبس أنفاس الجمهور، خصوصا حينما قدَّم فاصلا من الاستعراضات الشيقة، ورقص الشارع، واستخدام أوراق اللعب.وكانت الفقرة الأخطر والأكثر إثارة من نصيب الفریدو سیلفا، الملقب بـ"اللاعب الفتاك"، حيث قدَّم مجموعة من الحركات البهلوانية الخطرة، جامعا بین فنون استعراضية عدة، مثل: رمي الخناجر والسكاكين والحركات المميتة، التي تابعها الحضور بشغف ودهشة، لقدرته على التحكم، وحفاظه على الثبات الانفعالي خلال أداء الحركات الخطرة.