أعور بين عميان
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
أحداث كبيرة خطيرة ومأساوية تحدث حولنا، هي في النهاية ستنعكس على مستقبل الدولة، لا يمكن الحديث عنها أو مجرد التلميح بها، لماذا؟! هناك قوانين النشر والجزاء المرعبة وتفسيراتها المنغلقة حين تطبق، وهناك أيضاً رقابة المصالح التي تمتلك الصحافة، والتي تفرض نفسها على الرأي، وهناك تسويق وترويج اعتبارات "الخصوصية" الكويتية، مثل "مراعاة وضع الكويت" الحساس و"الظروف الدقيقة" التي تمر بها المنطقة، كي ننتهي بالاجترار المعتاد في مقالات وزوايا وتحليلات وتعليقات لا تختلف في مضامينها، سواء نشرت اليوم أو قبل عقد أو عقدين من الزمان، فهي دائماً في حدود الممكن والمقبول الرسميين، وبلون واحد لم يتغير في رثاثته منذ عقود.هذا الإعلام المرتعب يفتح أوسع الأبواب لجماعات من القوى الانتهازية، حين تستأسد على الحرية وعلى الرأي المخالف الممنوع من إظهاره وتستقوي بالسلطة وبالجهل المركّب عند قرائها، تكتب وتؤصل بسذاجة منقطعة النظير "ما يطلبه" الجمهور، هو ليس الجمهور الواعي لقضايا الحرية وحقوق الإنسان هنا في الدولة وخارج حدود الدولة، إنما جمهور العنتريات والمزايدات الشعبوية الممالئة لأجهزة السلطة، بتلك الكتابات المحزنة وبكل خوائها التحليلي كي يتم حقن الوعي بمزيد من سموم الخواء والسطحية.هل لدينا إعلام حقيقي ملتزم بقضايا الحرية وحقوق الإنسان؟ أعيدوا مراجعة ما نكتبه وما ينشر وما ينقل هذه الأيام تحديداً، وارتباطه بما يحدث حولنا من قضايا مأساوية، فإذا شعرتم بالغثيان والسأم، فهذا يعني أن هناك بقايا أمل، وإن لم تختلف عليكم الأمور فهنا المصيبة.