عززت الأجواء في مؤتمر المنامة للحوار الأمني تقارير عن إمكانية انحسار الأزمة بين الرياض والمنامة والإمارات ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى.وقبل شهرين من القمة الأميركية ــــ الخليجية، التي وصفها مراقبون بأنها مهلة معنوية لتسوية هذا الخلاف والمضي في تشكيل التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط الذي يطلق عليه اسم "الناتو العربي"، كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في كلمته أمام المؤتمر، أن الدول الأربع مستمرة في التنسيق أمنياً مع قطر، كاشفاً عن وجود ضباط خليجيين في قاعدة العديد، وضباط قطريين في البحرين.
وبعد أيام من إشادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقوة الاقتصاد القطري، أكد الجبير أن مجلس التعاون الخليجي يبقى المؤسسة الأهم في الخليج رغم الخلاف الدبلوماسي مع قطر، "ونعمل على عدم تأثيره في أعمال المجلس".وشدد على تمسك بلاده وتأييدها للتحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط الذي تسعى الولايات المتحدة إلى توثيق عراه خلال قمة أميركية ـــ خليجية في التاسع من يناير المقبل.ورأى الجبير أنه يتم التعامل مع رؤيتين في الشرق الأوسط: "رؤية سعودية مستنيرة وأخرى إيرانية ظلامية"، مضيفاً أن هناك إدراكاً بأن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب.
من جهته، استعرض وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، في كلمة خلال مشاركته في المؤتمر، قائمة طويلة لما وصفه بأنه سلوك إيراني مدمر، في رسالة سينظر إليها معظم الحلفاء الخليجيين بنظرة إيجابية، إذ يساورهم قلق مماثل إزاء نفوذ طهران المتزايد في سورية والعراق.وشدد ماتيس على ضرورة إنهاء الخلاف المستمر منذ 16 شهراً بين الرباعي المقاطع وقطر، والذي يرى مراقبون أنه أضعف التنسيق الإقليمي في مواجهة طهران.وقال إن "تسوية الجدال الداخلي بين شركائنا في مجلس التعاون أمر جوهري لتحقيق رؤية التحالف، ودون ذلك فإننا نضعف أمننا"، محذراً من أن "الوجود الروسي المتنامي في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون بديلاً لوجود الولايات المتحدة، والتزامها الطويل والثابت والشفاف إزاء المنطقة، وهو شيء أكرره اليوم دون أي تحفظ هنا".وأكد أن واقعة مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي لن تضعف العلاقات بين بلاده والسعودية، لكنه شدد على أن سماع أصوات المعارضة يجعل أي أمة أكثر أماناً.وبينما شدد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي على أن دور مجلس التعاون الخليجي لن ينتهي، والدول الأعضاء حريصة عليه، ذكر أن وجود إسرائيل في الشرق الأوسط أمر مسلم به. وشدد الوزير العماني على أن السلطنة تطرح أفكاراً لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب لكنها لا تلعب دور الوسيط، مضيفاً أن «إسرائيل دولة موجودة بالمنطقة ونحن جميعاً ندرك هذا، العالم أيضا يدرك هذه الحقيقة، وربما حان الوقت لمعاملتها بنفس المعاملة (كالدول الأخرى)، وأن تتحمل أيضاً نفس الالتزامات».