مع اقتراب موعد بدء فرض الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران، والتي تستهدف بشكل رئيسي قطاع النفط فيها، يزداد النقاش حدة داخل أروقة الإدارة الأميركية، وخصوصاً مع المؤسسة العسكرية، وهو يدور حول أفضل السبل التي ينبغي اعتمادها لاحتواء النفوذ الإيراني، ووضع حد لتدخلاته في المنطقة.

وعكست بعض الأوساط المطلعة جانباً من تلك النقاشات، التي تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تكون في طور دراسة خيار القيام بعمل عسكري مباشر ضد إيران وميليشياتها المنتشرة بالمنطقة، وخصوصاً في لبنان وسورية والعراق.

Ad

ونشر موقع «ديفنس نيوز»، القريب من وزارة الدفاع الأميركية، تحقيقاً عن دور إيران في الصراعات الدائرة بالمنطقة، وكيف يشعر قادتها بأن خططهم يجري تنفيذها بشكل متتابع، مما يجعلهم يعتقدون أنهم يحققون الانتصار.

وعكس التحقيق نقاشاً بين قادة «البنتاغون» عن احتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران، وضرورة التنسيق مع إسرائيل، أو على الأقل الاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي والميداني لها، إذا تطورت الأمور على الأرض وأخذت منحى عسكرياً شاملاً.

وتقول أوساط سياسية إن الحروب التي دارت سابقاً ضد إيران كانت عملياً مع أدواتها، والحروب التي خاضتها إسرائيل ضد حزب الله اللبناني كانت بديلاً عن حروبها، سواء ضد سورية، عندما كانت تسيطر على مقاليد القرار داخل الحزب، أو لاحقاً ضد إيران التي تقوده الآن.

وتضيف الأوساط أن أدوات إيران تحولت مع مرور الوقت إلى كيانات شبه مستقلة، وباتت تمثل حيثية قائمة، وخصوصاً حزب الله، مما بات يفرض الاستعداد لمواجهة من نوع آخر قد تصل إلى حرب شاملة في المنطقة.

وأشار تحقيق «ديفنس نيوز» إلى أن ما يسمى «محور المقاومة»، الذي تهيمن عليه طهران، بات يشكل خطراً كبيراً على مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية وحلفائها، وهو يتمدد من العراق إلى سورية ولبنان واليمن.

وأضاف أن أي حرب شاملة قد تفرض تورط مراكز قيادة أميركية عسكرية عدة، كالقيادة المركزية، والأوروبية، وحتى الإفريقية، وتنفيذ خطة عسكرية لتحقيق النصر في أي حرب مستقبلية، إذا كان هذا هو الخيار الوحيد المتاح.