منذ افتتاحه عام 1961، يشكِّل صالون الخريف فرصة لجمع نتاج الفنانين اللبنانيين والأجانب الذين يعيشون ويعملون في لبنان، وتطور الفن التشكيلي في لبنان في وجوهه كافة.

يذكر أن كثراً من كبار الفنانين التشكيليين اللبنانيين حققوا انطلاقتهم من صالون الخريف الذي شكَّل احتكاكهم الأول بالجمهور، وأضحوا من ثم أعضاء لجان تحكيم فيه، لذا لا يمكن فصل هذا النشاط الفني الضخم عن عمق المسيرة التشكيلية في لبنان لأنه الأول والأهم الذي يؤرخ لها بالصورة والكلمة...

Ad

تظاهرة شاملة

إذا كان صالون الخريف غاب سنوات بفعل الحرب التي عصفت بلبنان وتفكك أوصال الوطن وتشرذم الفنانين، فإنه عاد مع استقرار الأوضاع بزخم أكبر واتسع نطاقه ليشمل الفنانين العرب والأجانب الذين يقيمون في لبنان ويتفاعلون مع قضاياه.

مع كل دورة، يمنح المتحف جوائز عدة من بينها: جائزة متحف سرسق للعمل الأكثر إبداعاً، وجائزة الفنانين الناشئين (تقدمة هند سنو)، وجائزة اختيار الجمهور التي قدمت للمرة الأولى عام 2016 وتمنح الزائرين فرصة اختيار أعمالهم الفنية المفضلة.

أعربت لجنة التحكيم عن سرورها بالمشاركة الكثيفة في صالون الخريف في دورته هذا العام، لافتة إلى تنوعها وهو ما يبدو واضحاً في الأعمال الـ 31 المختارة، مشيرة إلى أن عرقلة الأفق السياسي في لبنان أدت دوراً في تعزيزها، إن لم تكن الحافز، فضلاً عن تلوث البيئة والتفكك الاجتماعي واضمحلال التراث وغيرها من قضايا شائكة تعصف بالمجتمع اللبناني، في المقابل ثمة غياب للقضايا الإقليمية باعتبار أن الوقت لم يحن بعد للتطرق إليها.

اختصاصيون عالميون

تتألف لجنة التحكيم في صالون الخريف الثالث والثلاثين من متخصصين في الفن التشكيلي لهم سمعة عالمية وهم:

• طارق أبو الفتوح، أمين متاحف مستقل يعمل حالياً في بروكسل. تشمل مشاريعه الفنية: متحف ريد بريك للفنون (بكين)، ومؤسسة الشارقة للفنون ومجمع الثقافة الآسيوية، ومتحف الفن الحديث (وارسو)، وأشكال ألوان (بيروت)، وبينالي الشارقة، والمنيا والقاهرة...

أطلق مهرجان «نقاط الالتقاء للفنون المعاصرة» عام 2001 ونظم دوراته الأربع الأولى في مدن عدة في العالم العربي.

• د. نزار ضاهر، رئيس نقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين، حائز دكتوراه في العلوم الفنية في أكاديمية الفنون الجميلة - معهد ريبين روسيا. يدرّس في كلية الفنون والعمارة في الجامعة اللبنانية. أعماله موجودة في متاحف عالمية، بما في ذلك متحف الأرميتاج (روسيا) والمتحف الوطني للفنون في الصين.

• رانيا ستيفان فنانة وصانعة أفلام، يشمل عملها الصور الثابتة والمتحركة، وتتميز أفلامها الوثائقية بإعطاء منظور شخصي للأحداث السياسية، وتتشابك فيها القضايا الإنسانية والصور الوثائقية، تستكشف من خلالها مجموعة متنوعة من المعاني، ما يؤدي إلى تجدد الروايات والعواطف.

• كريستين طعمة، المدير المؤسس لـ «أشكال ألوان»، جمعية لبنانية للفنون التشكيلية تأسست عام 1993، وهي منظمة غير ربحية تدعم النشاطات الفنية من خلال مبادرات مختلفة.

شغلت منصب قيّمة على بينالي الشارقة 13 (2016-2017)، ونالت جوائز عدة من بينها: جائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية في دورتها الخامسة عشرة ، وجائزة الأمير كلاوس (2006)، وجائزةCCS Bard Audrey Irmas للتميز الفني (2015).

• جلال توفيق ولد عام 1962. أحدث مؤلفاته كتاب بعنوان «ما هو التفكير؟». يركز في أعماله على الفيديو، وتتوافر مقاطع فيديو تابعة له للعرض على Vimeo. شارك في بينالي: الشارقة، وشنغهاي، وأثينا الثالث، وفي معرض «تاريخ: الفن والهندسة المعمارية والتصميم من الثمانينيات حتى اليوم» (مركز بومبيد- باريس).

حل ضيفاً في برنامج الفنانين في برلين التابع لجمعية DAAD (1102). شغل منصب مدير معهد الفنون البصرية في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ألبا) من سبتمبر 2015 إلى أغسطس 2018، وهو حالياً أستاذ في قسم العلوم الإنسانية والكتابة الإبداعية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية.

الفنانون المشاركون

يشارك في صالون الخريف في دورته الثالثة والثلاثين 31 فناناً يقدمون صورة شاملة عن واقع الفن التشكيلي في لبنان وتطوره وتفاعله مع الفنون البصرية العالمية، هم: كلارا أبي نادر، وبلسم أبو زور، وغيث الأمين، ونور عودة، وهالة عز الدين، وسيرين غندور، وتيل هين (Till Heene)، وشيماء كامل، وماريا كساب، ومها وعلي قيس، وبتينا خوري بدر، ومحمد قريطم، وريتا محفوظ، وفادي منصور، وسمر مغربل، وعبده المدور، وطارق مقداد، وطارق مراد، ومها نصر الله، وحسين نصر الدين، وندى رزق، ورو سعادة، وزينة باكردي صقر، وماري صليبا، وإييفا سعودارجيتي الدويهي (Ieva Saudargaité Douaihi)، ونصري صايغ،و نور سخن، وأدليتا ستيفان، ولارا تابت، وجاك فارتابيديان، وآلان فاسويان.