«داعش» يستعيد مواقع من أكراد سورية وتركيا تقصفهم

عبدالمهدي يطالب الجيش بتأمين الحدود مع سورية بالكامل... و«الحشد» يرسل تعزيزات

نشر في 29-10-2018
آخر تحديث 29-10-2018 | 00:05
استرد تنظيم «داعش» جميع المناطق، التي فقدها في وقت سابق مع تقدم قوات سورية الديمقراطية المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة، في حين طالب رئيس الحكومة العراقية الجديد عادل عبدالمهدي بضرورة تأمين حدود بلاده مع سورية، لمنع تسلل عناصر التنظيم المتشدد الذي اجتاحها في وقت سابق.
استغل تنظيم «داعش» وقف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضرباته الجوية في سورية، واستعاد كل المناطق التي خسرها على وقع تقدم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، وتحالف فصائل كردية وعربية مدعوم من واشنطن، بعد سيطرته، أمس، على آخر جيب في محافظة دير الزور بشرق البلاد.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، بأن خسائر «قسد» في البوكمال وغيرها من المناطق فاقت الـ70 قتيلاً في اليومين الأخيرين. وقال عبدالرحمن إن «قسد» انسحبت وتراجعت، في حين وصل «داعش» إلى الحدود السورية - العراقية.

وأضاف أن القوات، التي يغلب على عناصرها الأكراد، انسحبت من جميع المناطق التي تقدمت فيها منذ العاشر من سبتمبر الماضي، موضحاً أن التنظيم المتشدد أقحم العنصر النسائي، وحتى الأطفال في المعركة.

رص صفوف

ولفت إلى أن «قسد» بدأت بعد تراجعها، عملية رص الصفوف من أجل استعادة ما خسرته، وبدأت بالتحضير لعملية عسكرية جديدة، تستهدف إنهاء «داعش» في الجيب الأخير له عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

وعلم المرصد أن أسلحة متطورة ودبابات وعربات مدرعة وصلت إلى «سورية الديمقراطية» في حقل التنك، بعد انسحاب الأخيرة من الباغوز والسوسة وسيطرة التنظيم على المنطقة، وعودة «داعش» للوصول إلى الحدود السورية ــ العراقية مجدداً بعد انقطاع صلته المباشرة بالحدود. إلى ذلك، أكدت مصادر موثوقة للمرصد أن «قسد» تتمركز في هذه الأثناء بالبادية الشرقية لدير الزور، في انتظار بدء العملية العسكرية المدعومة من التحالف الدولي. وجرى إعادة رص الصفوف والتحضر من قبل قسد والتحالف لبدء الهجوم، خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد أن جرت معارك شرسة يومي الـ 26 والـ 27 أكتوبر الجاري من العام 2018، نتيجة استغلال التنظيم للعاصفة الرملية التي ضربت المنطقة.

في هذه الأثناء، قامت القوات التركية، أمس، بقصف مدفعي على مواقع لقوات «حماية الشعب الكردية» شرق نهر الفرات في سورية.

تأمين عراقي

في غضون ذلك، طالب رئيس الوزراء العراقي الجديد عادل عبدالمهدي بتأمين الحدود بشكل كامل مع سورية.

وقال عبدالمهدي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، خلال زيارته لمقر قيادة العمليات المشتركة، إن «ساحة الإرهاب مع سورية مشتركة بالنسبة للعدو وعلينا تأمين حدودنا بشكل كامل».

وشدد على أهمية «استمرار الجهود والحيطة والحذر والاستمرار بتتبع الخلايا الإرهابية وتأمين الحدود».

في موازاة ذلك، ذكر «الحشد الشعبي» في غرب الانبار أنه ارسل تعزيزات لمناطق التماس مع سورية للمساهمة في صد أي محاولة تسلل من قبل «داعش».

إسطنبول ولندن

جاء ذلك، غداة قمة رباعية، روسية تركية فرنسية ألمانية، في مدينة إسطنبول لبحث دفع الأطراف السورية للدخول في مسار سياسي لإنهاء النزاع وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد للبلاد، تمهيدا لإجراء انتخابات يشارك بها جميع السوريين بالداخل والخارج.

والتأم في لندن، أمس، اجتماع المجموعة المصغرة من أجل سورية، مجموعة السبع المعنية بالملف السوري، والتي تضمّ كلاً من: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، السعودية، الأردن، ومصر.

وشاركت المعارضة السورية في اجتماع لندن بوفد يرأسه رئيس هيئة التفاوض، نصر الحريري، العائد من العاصمة الروسية موسكو بعد زيارة يبدو أنّها لم تحدث ثغرة في الموقف الروسي الداعم للنظام. واتهمت وفد المعارضة النظام السوري برفض قائمة أسماء تقدمت بها الأمم المتحدة كخطوة باتجاه تشكيل لجنة لصياغة دستور.

وكان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص لسورية الذي يستعد لإنهاء مهامه، أبلغ مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضية، رفض وزير خارجية النظام، وليد المعلّم، للدور الذي تقوم به الأمم المتحدة حالياً في عملية إطلاق اللجنة الدستورية.

توتر حدودي

في سياق منفصل، هددت وزارة النقل السورية، بمنع دخول السيارات الأردنية الخاصة إلى سورية، عملا بمبدأ المعاملة بالمثل، رداً على سوء معاملة السلطات الأردنية لأصحاب السيارات السورية الخاصة.

وخلال ورشة عمل نظمها المرصد العمالي للدراسات والبحوث التابع للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية حول أثر فتح المنافذ الحدودية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، قال معاون وزير النقل السوري عمار كمال: «بعد فتح المعبر تبين أن هناك سوء معاملة للسيارات السورية».

واعترض عضو مجلس الشعب السوري أحمد الكزبري على عدم تطبيق المعاملة بالمثل في اتفاق إعادة فتح منفذ نصيب وفي كل المنافذ. وكشف معاون المدير العام للجمارك السورية سميح قصيري أنه دخل إلى سورية عبر نصيب منذ فتحه، أخيرا، نحو 2821 سيارة عامة وخاصة.

متحف دمشق

من جهة أخرى، فتح متحف دمشق الوطني أمس أبوابه للمرة الأولى، بعد ست سنوات على إغلاقه، لحماية قطعه الأثرية من تداعيات النزاع الذي يعصف بالبلاد منذ عام 2011.

واكتفت المديرية العامة للآثار والمتاحف بافتتاح جناح واحد من المتحف، عرضت فيها قطعا أثرية من فترات تاريخية عدة تم إخفاؤها خلال السنوات الماضية.

وكانت مديرية الآثار والمتاحف أغلقت متحف دمشق الدولي في 2012، العام الذي تحولت فيه حركة الاحتجاجات إلى نزاع مسلح انتشر في الجزء الأكبر من أراضي البلاد وضمنها دمشق.

وقال مدير المباني والتوثيق الاثري أحمد ديب إن العمل جار «بقدر الإمكانيات للوصول إلى تجهيز المتحف بشكل كامل في المرحلة اللاحقة».

وتمتلك سورية، أرض الحضارات من الكنعانيين إلى العثمانيين، كنوزاً تعود للحقبات الرومانية والمماليك والبيزنطية، مع مساجد وكنائس وقلاع صليبية.

النظام السوري يهدد بمنع السيارات الأردنية الخاصة من دخول أراضيه
back to top