الله بالنور : نريد نمطاً جديداً في التفكير والإدارة
هناك احتمال... مجرَّد احتمال، بأن هناك تغييراً لبعض الوجوه في الحكومة الحالية، وهناك نواب متحمِّسون لتغيير خمسة وزراء قبل دور الانعقاد المقبل!لست مهتماً البتة بأي تغيير في الوجوه، أو حتى بتغيير كل الوجوه في الحكومة الحالية. لا يهمني ذلك، ولا أعتقد أن معظم المواطنين، بإدراكهم الحالي وبنظرتهم المستقبلية، يرون أي فائدة في التغيير، لأنهم يائسون مثلي من أي تغيير في النمط الحكومي!الحكومة الحالية والسابقة والتي سبقتها... أي كل الحكومات التي تعاقبت علينا، سواء مَن تفاءلنا بها أو تشاءمنا منها، لم تغيِّر شيئاً تغييراً ملموساً، لأن كل حكومة تأتي يحاول أفرادها أن يعايشوا ويسايروا الوضع، "حرصاً" منهم على الاستقرار... كما يقولون!
ما زلنا نعاني الفساد، وما زلنا نرى خيرات البلد تذهب في مشاريع معظمها للتنفيع، وما زلنا نقبع في كهوف معتمة ومظلمة، برغم ما يحدث حولنا من الأضواء، وبالرغم من الضجيج الإعلامي! لا نريد كشعب تغييراً حكومياً، ولكن ما نريده هو نمط جديد من التفكير، أياً كان، فهذه الدولة ليس بها إدارة، برغم كثرة الإداريين والمستشارين.نريد إدارة "سنعة" ترى المستقبل قبل الحاضر، ولا نريد أبواقاً تردد كلمة "شكَّلنا" لجنة تحقيق، و"أحلنا" أشخاصاً للنيابة... ثم يسكت الجميع، وننتظر سنوات، ولا يعاقب أحدٌ.كيف تستطيع دولة أن تنام وتصحو وتأكل وتشرب وتعيش يومياً في سلسلة فضائح، ومع ذلك لم يعاقب أحدٌ؟!فهل بالفعل كل الشعب فاسد إلى درجة السكوت التام عما يحدث؟ أو كل الشعب متميز ونظيف وإيجابي، لدرجة أن لجان التحقيق لم تجد مَن تعاقب، أو حتى توجِّه له تهمة، إلى أن أصبحت لدينا قناعة بأن تشكيل لجان التحقيق معناه "سكتوا ولا كلمة... ومالكم شغل"!أجيبونا يا مستشارون!