«ثورة الفلاحين» ... على الشاشات العربية والعالمية قريباً
منذ انطلاق عرضه على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال مع بداية موسم الخريف الدرامي، يحقق «ثورة الفلاحين» نسبة مشاهدة هي الأعلى بين المسلسلات المعروضة، فضلاً عن تفاعل كبير حوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ونظراً إلى ضخامته استقطب انتباه الشاشات العربية التي تحمست لعرضه بدورها، من بينها شاشة «Osn يا هلا»، ومحطات عربية أخرى، فضلاً عن بدء عرض المسلسل قريباً جداً عبر محطة عالمية.
يدور مسلسل «ثورة الفلاحين» (60 حلقة) في خمسينيات القرن التاسع عشر، ويتناول قصصاً من صلب تاريخ اللبنانيين، أحداثاً عايشوها، جمعت بينهم حيناً وفرّقتهم أحياناً. يتمحور المسلسل حول عائلة «نسر نسر» التي تعيش «إقطاعها» المُسيّج بالحرس والعسكر في إحدى قرى لبنان الجميلة، حيث يقيم الفلاحون ضمن بيوت صغيرة في البساتين تابعة لعائلات إقطاعية. أحداثه تُنذر بصراعات خطيرة. صراعات عاطفية، وإنسانية، وطبقية، واجتماعية، بين العائلة الإقطاعية والفلاحين، وحتى بين أبناء العائلة الواحدة. إنّه تمرّد على الظلم والطغيان والعبوديّة، ثورة في وجه الإقطاع الذي يُميّز طبقياً، اجتماعياً وحتى غرامياً.
صورة عن المجتمع اللبناني
لا شك في أن قضية الإقطاع بالذات استقطبت الجمهور، ذلك أن الدراما اللبنانية لم تتطرّق إليها بالتفصيل سابقاً، وهنا تكمن أهمية «ثورة الفلاحين» الذي يستمدّ فكرته الرئيسة من المناضل اللبناني طانيوس شاهين، كان أول من وقف في وجه النظام الإقطاعي وحرّض الفلاحين على التمرد على من يسرقون أتعابهم ويعرضونهم لأبشع أنواع الطبقية. إلى جانب دقة الموضوع والطرح الذي تغلب عليه نظرة شاملة إلى أوضاع جبل لبنان في القرن التاسع عشر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يتميز المسلسل بالأجواء التي يضفيها على الأحداث من ناحية الديكور والملابس والتصوير، ما ينقل صورة واضحة عن المجتمع اللبناني في تلك الفترة. هنا يؤدي الإنتاج دوراً مهماً، إذ أسهم في إخراج المسلسل على مستوى المسلسلات العالمية. «ثورة الفلاحين» من إنتاج «إيغل فيلمز» جمال سنان، وإخراج فيليب أسمر، وكتابة كلوديا مرشليان، وبطولة نخبة من أبرز وجوه الدراما اللبنانية من بينهم: ورد الخال، باسم مغنية، إيميه صياح، كارلوس عازار، وسام حنا، سارة أبي كنعان، تقلا شمعون، فادي ابراهيم، نقولا دانيال، فيفيان أنطونيوس، مارينال سركيس، نيكولا مزهر، بيو شيحان، فرح بيطار، تانيا فخري...توقع النجاح
أشارت الكاتبة كلوديا مرشليان إلى أن للمرة الأولى تلقى أضواء على حقبة 1860، وثورة الفلاحين بالتحديد، ونظراً إلى ندرة الصور والمعلومات في تلك الفترة فقد استعانت ببحث أجراه الصحافي جورج حايك حول تلك الفترة، مؤكدة أنها لم تقصد تصوير شخص بعينه أو أسرة بعينها، بل إسقاط الأحداث على الواقع اللبناني الذي ما زال يعيش وسط عقلية إقطاعية إنما حديثة. كانت مرشليان كشفت أنها كانت تكتب عملاً آخر إلا أن المنتج جمال سنان طلب إليها المباشرة بكتابة «ثورة الفلاحين» نظراً إلى حماسته للفكرة، معرباً عن اعتقاده بأن المسلسل سيجد طريقه إلى الشاشات العربية، وقد صدق توقعه. أما المخرج فيليب أسمر فأكد أنه منذ بداياته الفنية حلم بإخراج مسلسل تاريخي واليوم تحقق حلمه مع «ثورة الفلاحين».عودة إلى التمثيل
تجسد الكاتبة كلوديا مرشليان في المسلسل شخصية الداية بعد غياب سنوات عن عالم التمثيل والاكتفاء بالكتابة، وقد جسدتها في الحلقة الثالثة، فكان المشهد مؤثراً، إذ يعكس معاناة فقدان الأم مولودها فور ولادته، وقد أثار ردود فعل من المشاهدين الذين تفاعلوا معه بقوة، وأثنوا على أداء مرشليان ونجاحها في نقل مشاعر الشخصية بكل ما تحمل من تناقضات.
الإنتاج الضخم أسهم في إخراج المسلسل على مستوى المسلسلات العالمية