لبنان: «القوات» تشارك في الحكومة... «رغم الظلم»
نالت 4 مناصب وزارية «غير سيادية» والأنظار على «العقدة السنية»
وصل مشوار تأليف الحكومة اللبنانية إلى محطته الأخيرة، مع إعلان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن «الحزب قرر الدخول إلى الحكومة العتيدة». ومن المتوقع أن تكون الساعات المقبلة حاسمة على جبهة الاستحقاق الحكومي، بعدما حسمت «القوات» مشاركتها، في حين ما زال الغموض يلف عقدة تمثيل «السنّة المستقلين»، وما إذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيسمي أحدهم من حصته، بعد أن رفض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري رفضاً قاطعاً توزيرهم من حصته.
جعجع
وقال جعجع، بعد اجتماع تكتل «الجمهورية القوية»، أمس: «تلقينا عرضا يشمل وزارات العمل والثقافة والشؤون الاجتماعية ونيابة رئاسة الحكومة منذ 3 أيام، وعكفنا على درسه»، مضيفا: «القوات تعرّضت لظلم كبير في الحصة التي نالتها، والتأخير الذي حصل كان لتحجيم القوات او إخراجها». وتابع: «الحل الأسهل لنا كان البقاء خارج الحكومة، نظراً الى الظلم الذي تعرضنا له، لكن الحصص لم تكن يوماً هدفنا، وقد تركّز بحثُنا اليوم حول الموقع الذي سنكون فيه مفيدين أكثر، وتبيّن لنا ان داخل الحكومة سنكون مفيدين أكثر، وعليه، اتخذنا قرار الدخول الى الحكومة لإكمال مشروعنا». وختم: «ليست هناك وزارات حقيرة... هناك أناس حقيرون».
الحريري
وتتوجه الأنظار إلى خطوة الحريري التالية. وقالت مصادر سياسية إن «الحريري سيتوجه إلى قصر بعبدا، خلال الساعات القليلة المقبلة للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون لعرض الحقائب والأسماء عليه، بعدما استقبل اليوم (الاثنين) وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي، الذي سلمه لائحة بأسماء وزراء حزب القوات». وكشفت المصادر أن «وزراء القوات موزعون على الشكل التالي: مارونيان، أرثوذكسي، وأرمن كاثوليكي»، لافتة إلى أن «من بين الوزراء الإعلامية مي شدياق».العقدة السنية
ومع حل عقدة «القوات اللبنانية» تتجه الأنظار إلى العقدة التي استجدت قبل أيام قليلة، والمتعلقة بتوزير سني من خارج «تيار المستقبل». ويمكن وضع الاجواء التي عممها، أمس، الإعلام القريب من «حزب الله» (صحيفة الأخبار)، والتي اتّسمت بتشدّد ازاء ضرورة تمثيل سنة المعارضة في الحكومة، «وإلا فالحزب لن يتخلى عن حلفائه»، ملوحا بـ «عدم تقديم أسماء وزرائه الى الحريري في حال لم تلحظ تركيبته مقعدا للسنة المستقلين». وأشار النائب فيصل كرامي، مساء أمس الأول، في حديث صحافي، الى أنّ «الحكومة لن تتشكل من دون تمثيل النواب السنّة. إذا شُكلّت بغيابنا فهي ليست بحكومة وحدة وطنية». وبينما يرفض الحريري الاقتطاع من حصته الوزارية لمصلحة هؤلاء، باتت الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، ذلك ان الحل لهذه المعضلة قد يكون بأن يُخصص مقعداً من حصته لهم، غير ان اللافت في هذا السياق، ما كشفته مصادر متابعة إلى قناة «ام تي في» التلفزيونية، أمس، مشيرة الى إن «العقدة السنية حُلّت بإعطاء مقعد شيعي من حصة حزب الله لرئيس الجمهورية وتوزير سني من حصة الحزب».تعليق «الحر»
وفي أول تعليق من «التيار الوطني الحر» على القرار «القواتي»، أكد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام أن «الملف الحكومي أنجز، وقد بلغت الأمور مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب». وشدد على «أننا كنا دوما ننطلق من مبدأ التمثيل الصحيح واحترام نتائج الانتخابات النيابية، وهذا أمر طبقّناه على أنفسنا، ونتمنى ألا ينعكس خطاب رئيس القوات غير الايجابي على عمل الحكومة المقبلة، وإلا فإننا سنشعر بأن هناك استهدافاً للعهد، وأن معراب تسعى إلى تحقيق مصالح آنية على حساب لبنان، وأنها شريكة في ضرب العهد»، معتبرا أن «هذا الخطاب شعبوي وديماغوجي لتبرير قرار الدخول إلى الحكومة، ونحن لم نكن ضد نيل القوات حقيبة سيادية».وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، ردّاً على سؤال عمّا إذا «أصبح الفول بالمكيول» بشأن مسار تشكيل الحكومة: «ما فيي قول غير ليصير، بس مبدئياً مفروض إنو يصير شي» خلال ساعات. كما سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، في تغريدة على حسابه عبر «تويتر» أمس: «هل انطلاقة الحكومة اليوم ام هناك اعتراضات إضافية؟»، مضيفاً: «في آخر التقارير ان لبنان ثالث دولة في العالم في حجم الدين، وما زلنا نناقش بجنس الملائكة».