مني حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليميني "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" (CDU) وشريكه في الائتلاف الحاكم في برلين "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" (SPD)، بنكسة قاسية في انتخابات محلية أساسية في منطقة هيسن، مما دفع ميركل إلى إعلانها أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب في ديسمبر المقبل، ولن تترشح لولاية جديدة في منصب المستشارية.

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي ببرلين أمس: "أولا في المؤتمر القادم لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ديسمبر في هامبورغ... لن أرشح نفسي مجددا لمنصب زعامة الحزب".

Ad

وتابعت "ثانيا هذه الولاية الرابعة هي الأخيرة في منصب المستشار الألماني. وفي الانتخابات الاتحادية لن أترشح مجددا لمنصب المستشارية في 2021، ولن أترشح للبوندستاغ (البرلمان)... لن أسعى لأي مناصب سياسية أخرى".

وتتولى ميركل (64 عاما) رئاسة الحزب منذ عام 2000، وتتولى منصب المستشارة منذ 2005.

ومن شأن التخلي عن رئاسة الحزب تقويض سلطات ميركل بدرجة أكبر، والتي تضررت بالفعل هذا العام بانتكاستين انتخابيتين وفقد حليف مقرب لدوره كزعيم لتكتلها البرلماني المحافظ.

وقد يحد ضعف ميركل في الداخل من قدرتها على القيادة على مستوى الاتحاد الأوروبي، في وقت يتعامل فيه التكتل مع خروج بريطانيا وأزمة تتعلق بالميزانية في إيطاليا، واحتمالات تحقيق أحزاب شعبوية مكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو المقبل.

وجاء إعلانها في أعقاب ثاني انتكاسة انتخابية لائتلاف ميركل المحافظ خلال أسابيع. وخلال الانتخابات التي شهدتها ولاية هيسن أمس الأول، تصدر "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" النتائج لكنه خسر 11 نقطة مئوية من الدعم مقارنة بآخر انتخابات أجريت عام 2013.

وسيمكن تخلي ميركل عن رئاسة الحزب خليفها أو خليفتها في المنصب من اكتساب شعبية قبل الانتخابات الوطنية التالية المقررة عام 2021. والأكثر ترجيحا لتولي المنصب خلفا لميركل هي الأمينة العامة للحزب انغريت كرامب- كارينباور.

إلا أن الرئيس السابق للكتلة البرلمانية لـ "التحالف المسيحي" فريدريش ميرتس، قرّر الترشح لشغل منصب رئيس "CDU".

وحلّ حزب المستشارة "CDU" في المركز الأول بنسبة 27.2 في المئة من الأصوات في هذه المقاطعة، لكن مع تراجع أكثر من 11 نقطة مقارنة بالانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت عام 2013، وقد حصل حينها على 38.3 في المئة.

وتشكل هذه الخسارة المزدوجة للحزبين الحاكمين على المستوى الفدرالي في برلين، المتحالفين في "ائتلاف كبير" تم تشكيله بصعوبة في مارس، خبراً سيئاً بالنسبة إلى المستشارة في وقت يُعتبر موقعها السياسي هشاً ضعيفاً.

إنها الانتخابات المحلية الثانية التي تخيّب آمال المعسكر المحافظ الألماني، بعد انتخابات في مقاطعة بافاريا منذ أسبوعين خسر فيها الأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ عقود.

في المقابل، سجّل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف (AFD) نتيجة ثلاث مرات أكثر من النتيجة السابقة في هيسن مع 13 في المئة وسيدخل إلى البرلمان الإقليمي، وهو المجلس الأخير في ألمانيا الذي لم يكن اليمين المتطرف ممثلاً فيه.

وقال أحد الأعضاء البارزين في "AFD" يورغ مويتشن، إن الحزب "حقق كل أهدافه الانتخابية".

واستبعد مويتشن تشكيل ائتلاف مع "CDU"، مضيفا "في الوقت الحالي لا نرى أي أساس لهذا التعاون. سنفعل ما نفعله بالفعل في برلمانات الولايات الأخرى، وفي البرلمان الألماني (بوندستاج) حيث نقوم بنشاط معارض جيد وبناء".

ولاحقاً، أكد رئيس "AFD" ألكسندر غاولاند، أن حزبه أسهم في فقدان ميركل سلطتها داخل "CDU".