البرازيل تنزلق إلى أقصى اليمين
فيما بدا أنه امتداد للموجة الشعبوية اليمينية العالمية، التي جاءت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسمحت لأحزاب متطرفة بالمشاركة في السلطة بأوروبا، تمكّن اليمين المتشدد من الوصول إلى رئاسة البرازيل، ثامن أقوى اقتصاد على مستوى العالم، وإحدى أقوى الدول النامية.وتمكّن جايير بولسونارو، الرائد السابق في الجيش، ذو الخطابات النارية، والذي لا يخفي حنينه لسنوات الديكتاتورية العسكرية (1964- 1985)، من الفوز بسهولة في جولة ثانية من الانتخابات، وضعت حداً لسنوات طويلة من حكم اليسار العمالي، انتهت بسلسلة فضائح فساد.
وفي خطاب الفوز على خصمه اليساري فرناندو حداد، الذي حصد 45% من الأصوات، تعهد بولسونارو بـ«تغيير مصير البرازيل وحكمها، متبعاً الكتاب المقدس والدستور»، وببناء بلد عظيم.وخلال الحملة الانتخابية اعتمد الرئيس الجديد خطاً سياسياً ضبابياً. ورغم اعترافه بأنه لا يفهم في الاقتصاد فقد تمكن من كسب ثقة الأسواق بفضل مستشاره باولو غيديس، المؤيد للتوجه الاقتصادي الليبرالي في أقصى أشكاله، والذي قال إنه سيجعل منه «وزيراً عظيماً». ونظراً للإعجاب الذي يكنه للرئيس الأميركي دونالد ترامب، واقتباسه المتكرر منه، بات بولسونارو يحمل لقب «ترامب تروبيكال»، أو «ترامب الاستوائي».لكن على عكس ترامب، فإن لدى بولسونارو مسيرة سياسية طويلة، فهو عضو في مجلس النواب منذ عام 1991، تمكن خلالها من استقطاب دعم مجموعات ضغط قوية في البرلمان، لا سيما لجان الأعمال التجارية الزراعية والإنجيليين رغم أنه كاثوليكي.وتحدث بولسونارو في 2017 عن موقفه المعادي للنساء بقوله إنه بعد أن أنجب 4 أبناء «ضعف» وأنجب فتاة، وأثار فضيحة في 2014 عندما تهجم على النائبة اليسارية ماريا دو روساريو، وقال لها إنها لا تستحق أن يغتصبها لأنها شديدة البشاعة.وكرر التصريحات المعادية للمثليين، إذ أكد في مقابلة مع مجلة «بلاي بوي» في 2011 أنه يفضل أن يُقتل ابنه في حادث على أن يكون مثلياً، أما زوجته ميشال، التي تصغره بـ27 سنة، فهي متدينة، وحرصت على البقاء في الظل.وعُرف في الجيش بقوته الجسدية، حتى نال لقب «كافالاو» أو الحصان الكبير، وتخللت مهنته العسكرية أعمال عصيان، حتى انه اتهم في الثمانينيات بمحاولة تفجير للحصول على زيادة في الأجر.