د. سهيل إدريس، روائي وقاصّ ومترجم وصحافي وناشر ومؤلف قواميس وأكاديمي وأحد مؤسسي اتحاد الكتّاب اللبنانيين.... ولد في بيروت عام 1925، درس في الكلية الشرعية وتخرج فيها شيخاً عالماً ورجل فقه. لكنه ما لبث أن تخلى عن زيه الديني ومارس الصحافة فترة، من ثم قصد باريس ليتابع دراساته العليا، فدخل إلى جامعة السوربون ونال الدكتوراه في الأدب العربي. وهناك نهل من معين الفكر الغربي أدباً وفلسفة وأغنى شخصيته وفكره بهذا النتاج المتنوع.

لدى عودته إلى لبنان، أنشأ د. سهيل إدريس مجلة الآداب سنة 1953، مع كل من الأديبين بهيج عثمان ومنير البعلبكي، ثم تفرد بالمجلة سنة 1956 ودافع عن التيار الوجودي، وترجم كثيراً من إبداعاته وشكلت المجلة دعامة للشعر التفعيلي والقصيدة النثرية والحداثة.

Ad

عام 1956 أسس دار الآداب بالاشتراك مع نزار قباني الذي اضطر لاحقاً إلى الانفصال عن الدار، وعمل في سلك التعليم مدرساً للغة العربية والنقد والترجمة في جامعات ومعاهد. أسس اتحاد الكتاب اللبنانيين مع قسطنطين زريق ومنير البعلبكي وأدونيس، وانتخب أميناً عاماً له أربع دورات متتالية.

نتاج متنوع

تنوّع نتاج د. سهيل إدريس الأدبي بين الرواية والقصة والدراسة والترجمات. من أبرز مؤلفاته، في الرواية: «الحي اللاتيني (1953)، والخندق الغميق (1958)، وأصابعنا التي تحترق (1962)، وسراب» (نشرت مسلسلة في جريدة بيروت المساء عام 1948).

في القصص: «أشواق (1947)، ونيران وثلوج (1948)، وكلهن نساء (1949)، وأقاصيص أولى (1977)، وأقاصيص ثانية (1977)، والدمع المر (1956)، ورحماك يا دمشق (1965)، والعراء (1977)».

ترجم أكثر من 20 كتاباً بين دراسة ورواية وقصة ومسرحية، وله «المنهل» معجم فرنسي – عربي بالاشتراك مع الدكتور جبور عبد النور، وسلسلة من الدراسات الأدبية وآخر نتاجه «ذكريات الأدب والحب - سيرة ذاتية» (2005).

في لقاء بعيد صدور سيرته الذاتية، قال د. سهيل إدريس إن زوجته الدكتورة عايدة المطرجي (مترجمة معروفة) ستكون البطلة الرئيسة، وأضاف: «سأكون صادقاً في سرد حياتي بجوار هذه المرأة المخلصة التي عاشت معي في السراء والضراء، ولكن بالتأكيد لن أتخلى عن الصدق والصراحة وأنا أدوّن هذه الحقائق التاريخية في حياتي.

روايات

روايات د. سهيل إدريس فصول واقعية من حياته وتفاعله مع المجتمع والأحداث المحيطة به، ففي «الخندق الغميق»، يصور حياته منذ الطفولة مروراً بأيام الصبا والشباب الأول وانتهاء بمغادرته الحياه اللبنانية نحو فرنسا للدراسة، وفي «الحي اللاتيني» يصور فترة دراسته في باريس، والصراع الذي واجهه في داخله بين بيروت وباريس، بين الشرق والغرب، الشرق بأديانه وأخلاقه وتقاليده وصموده ورغبته في التحرر، والغرب بحريته وتقدمه وثقافته ونزعته الاستعمارية أيضاً.

أما في «أصابعنا التي تحترق»، فيتناول حياة الأديب ومعاناته وصراعه مع أعداء الفكر ومع حياته الخاصة ومع قلمه الذي يعتبره الرئة التي يتنفس بها، وما يميز الكاتب سهيل إدريس هو حرية فكره وقلمه التي تقضي على الجمود الفكري وتفتح آفاقاً واسعة للإنسان.

دراسات وقواميس و«الآداب»

من أبرز الكتب التي ألفها د. سهيل إدريس في الدراسة «مواقف وقضايا أدبية»، يلقي فيه أضواء على آثاره من قصصية وروائية، ويشكل للدارسين مرجعاً ضروريا لتعيين المراحل ورصد التطور في مسيرته الأدبية.

أما المنهل (قاموس فرنسي- عربي)، فهو خبرة سنوات في الدراسات اللغوية والتعليم الثانوي والجامعي وفي ترجمة الآثار الفرنسية الشعرية إلى العربية.

منذ تأسيسها عام 1953، تستمر مجلة «الآداب» أبرز سجلّ لحركة الإنتاج الثقافيّ العربيّ. صدرتْ بصيغة ورقيّة حتى نهاية العام 2012، وعادت بصيغة إلكترونيّة في نهاية صيف العام 2015. تتضمّن موادّ في الفكر السياسيّ، والشعر، والرواية، والقصة، والسينما، والمسرح، والثقافة العامّة.

تهدف المجلّة إلى نشر الإبداع العربيّ، والإسهام في تنشئة وعي نقديّ متحرّك، وإلى دعم قضايا التحرّر والحرّيّة والوحدة في الوطن العربيّ. تصدر عن دار «الآداب». يترأّس تحريرها د. سماح إدريس منذ العام 1992. نُسخت المجلّدات الورقيّة وجُهِّزت في نسخ إلكترونيّة في مكتبة يافث في الجامعة الأميركيّة في بيروت.