النائب العام السعودي يعاين قنصلية بلاده في إسطنبول

عقد اجتماعاً ثانياً مع نظيره التركي... وإردوغان دعاه إلى كشف كل الحقائق بقضية خاشقجي

نشر في 31-10-2018
آخر تحديث 31-10-2018 | 00:05
المعجب لدى وصوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول أمس الأول	 (إي بي أيه)
المعجب لدى وصوله إلى القنصلية السعودية في إسطنبول أمس الأول (إي بي أيه)
عاين المدعي العام السعودي مسرح جريمة وفاة الصحافي الراحل جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول، وأجرى مباحثات للمرة الثانية مع نظيره التركي، في وقت طالبه الرئيس رجب طيب إردوغان بفتح تحقيق لكشف «من أعطى الأمر بالقتل»، وتحديد مكان الجثة التي لم يُعثر عليها.
في وقت تواصل المملكة العربية السعودية تحقيقاتها وجهودها لكشف ملابسات وفاة جمال خاشقجي مطلع أكتوبر الجاري، زار المدعي العام، سعود المعجب، القنصلية السعودية في إسطنبول التي شهدت مقتل الصحافي المعارض على يد فريق مكون من 15 شخصا جميعهم سعوديون.

وأجرى المعجب جولة ثانية من المحادثات مع نظيره التركي عرفان فيدان في القصر العدلي صباح أمس، قبل أن يزور القنصلية.

ووصل المعجب إلى إسطنبول، مساء أمس الأول، بعد بمحادثات مع فيدان عقب أيام من تصريحه بأن النيابة العامة تلقت معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن قتل خاشقجي كان بنيّة مسبقة.

إردوغان

في غضون ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان النائب العام السعودي إلى التحقيق حول من أصدر أمر قتل الصحافي، (59 عاما)، الذي انتقل للعيش بالولايات المتحدة قبل عام من مقتله، وألا يستثني «أشخاصا معينين» من التحقيق. وقال إردوغان في تصريحات بأنقرة: «مَن الذي أرسل 15 شخصا؟ بوصفك النائب العام السعودي، عليك أن تطرح هذا السؤال حتى تستطيع الكشف عن الإجابة». وأضاف: «الآن علينا حل القضية، ولا داعي للمراوغة، ومن غير المنطقي عراقيل غير منطقية في القضية».

وتابع: «هناك محاولة لحماية شخص أو بعض الأشخاص في الحادث، ويجب أن يُنهى موضوع مكان الجثة بشكل سريع».

ولفت الرئيس التركي إلى أنه بحث قضية خاشقجي خلال لقاءاته الثنائية مع الرئيسين الروسي والفرنسي، والمستشارة الألمانية، على هامش القمة الرباعية بشأن سورية التي عقدت في إسطنبول السبت الماضي.

وأوضح أن هؤلاء الزعماء طرحوا أسئلة حول ملف مقتل الصحافي الراحل الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة «واشنطن بوست»، وذكر أنه «أطلعهم على مواضيع كثيرة لم يكونوا يعلمونها».

طلب ورفض

وبعد تأكيد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أن بلاده تعتقد أن تبادل المعلومات مع الجانب السعودي بشأن القضية مفيد، ذكرت قناة «تي آر تي هابر» الرسمية، أن المدعي العام السعودي طلب من نظيره في إسطنبول مشاركة كامل العناصر الموجودة في ملف التحقيق التركي معه، لكن طلبه رُفض.

وأفادت القناة بأن المدعي التركي سأل الجانب السعودي حول مكان وجود جثة خاشقجي التي لم يعثر عليها حتى الآن بعد مرور شهر على الجريمة، رغم الجهود التي يبذلها المحققون.

وفي وقت سابق، رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب أنقرة تسليمها 18 سعوديا يشتبه في تورطهم بالقضية، في إطار التحقيق الذي تجريه الرياض، مؤكدا أن محاكمتهم ستتم في المملكة.

الفوزان والمملكة

في هذه الأثناء، نقلت وسائل إعلام سعودية عن الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، عبدالله الفوزان، تأكيده أن الرياض لا تقتل أبناءها، وهي تعاملت بحكمة وعقلانية مع قضية خاشقجي.

ورأى الفوزان خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني أن واقعة القنصلية «يحاول البعض استثمارها لاستهداف السعودية التي تقف ضد مشروع تدميري للوطن العربي».

ولفت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «شاب لديه طموحات وأحلام كبيرة، ومن الطبيعي أن يجابَه من القوى التي لا تريد للشرق الأوسط أن يكون مستقرا، وممن يكرهون أن تتصدر السعودية للريادة».

وأشار الفوزان إلى أن «دراسات تثبت لنا أن اللحمة الوطنية عالية جدا بالمقاييس الدولية، وأن المملكة مستهدفة، ويجب أن نفهم ونفسر لماذا هذا الاستثمار لقضية خاشقجي، رحمه الله، مع وجود أحداث كثيرة في العالم».

انتقاد ترامب

من جانب آخر، انتقدت خديجة جنكيز خطيبة الصحافي الراحل، تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع مقتل خاشقجي، وقالت أمس الأول: «أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء موقف القيادة في العديد من الدول، وخاصة الولايات المتحدة».

وأضافت: «يجب أن يساعد الرئيس ترامب في الكشف عن الحقيقة، وضمان تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين الأشرار».

back to top