خارج السرب: إذا رأيت نيوب «اللايث»
«اللايث» المبتسم هو ذاك الذي تشير بإصبعك نحو القمر، فيترك القمر وراء ظهره، ويراقب إصبعك مراقبة لصيقة "مان تو مان" حتى يورده مهالك "الأوت" أو "السنتر"، تناقشه في موضوع معين، نقاطه كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها، فيدخلك في عواصف الحيص بيص الترابية، التي لا أول لها ولا آخر، وطبعاً وهو يبتسم.
إذا رأيت نيوب "اللايث" بازرة، فظنّ، بارك الله بك، وفي بطنك بطيخة صيفي، وما جاك عندي أنه يبتسم، ومعنى "اللايث" لغير الناطقين باللهجة الكويتية بجيمها ويائها، وعجرها وبجرها، هو الأحمق، لاث يلوث لوثاً، الماضي منه لاث، والمضارع يلوث، والمستقبل لوثة، والأمر: اقضب الباب وحل عن سماي! و"اللايث" المبتسم هو ذاك الذي تشير بإصبعك نحو القمر، فيترك القمر وراء ظهره، ويراقب إصبعك مراقبة لصيقة "مان تو مان" حتى يورده مهالك "الأوت" أو "السنتر"، تناقشه في موضوع معين، نقاطه كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها، فيدخلك في عواصف الحيص بيص الترابية، التي لا أول لها ولا آخر، وطبعاً وهو يبتسم.
نيوب "اللايث" يا رعاك الله تراها مغروزة عميقاً في جسد أي حوار ونقاش، سواء في الواقع المعاش أو الواقع الافتراضي في مواقع التواصل، تكتب تغريدة عن الثور فيرد "اللايث" سريعاً: احلبه، لا تفوت الفرصة يا غبي! توضح له بأن الثور لا يحلب وأن حرمه المصون البقرة هي المنوطة بذلك، فيعاود حلب قولونك حتى آخر قطرة لعصب الإحساس في ضرع مخيخك! وهو يبتسم طبعاً، وبالأخير وبعد ضياع وقتك واستنزاف جهدك لا يسع تغريدتك الأخيرة سوى الترحم على تغريدتك الأولى لذكراها الخلود والقول فوق لحدها: "حلبت يوم حلب الثور الأبيض!!".نصيحة من القلب: اطردوا كل "لايث" و"لايثة" من جرف "منشناتكم" ومن بلكونات اهتمامكم فلا شيء وراء أفق تخبيص هؤلاء إلا المغثة وابتسام النيوب الصفراء، لا تسمحوا لهم بتضييع ثانية واحدة من أعماركم في نقاش "حلمنتيشي"- يكرم عنه نقاش بيزنطة- ولا تسمحوا لهم بجر نقاط مواضيعكم في دروب متاهة مينوسية لا فكاك منها ولا مخرج، متاهة ستصيح فيها أحرفكم الأبجدية "انجُ يا باء فقد هلك التاء!"، تمتعوا بحياتكم بعيداً عن عالم "لايث" لا يفقه معنى أن لكل مقام مقالاً، وأن لكل أوان آذاناً، ليوثة آن لمالك العقل أن يمد رجليه بعدها وهو يبتسم.