المناهج والممارسة الديمقراطية
تمكين الديمقراطية من المناهج ينبغي أن يرتكز على حب الشباب لوطنهم ورغبتهم في التطوير والتجديد، كما علينا أن نحفزهم لرسم صورة مستقبلية يرون أنفسهم بها كمبادرين وقياديين وحماة لهذا الوطن، بعيداً عن الهويات الموازية والفرعية سواء العائلية منها أو الطائفية.
بمناسبة افتتاح الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة بالأمس القريب، ومتابعتي لتصريح أكثر من نائب حول رغبتهم في الاهتمام بالتعليم كنهج للعام القادم، إما بصيغة مشتركة بين البرلمان والحكومة، وإما بنشاط للجنة التعليمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، أتساءل ما سر غياب المناهج التي تكرس الممارسة الديمقراطية، وهل سيسعى النواب للمطالبة بتمكين طلبة المدارس من ممارسة العمل الانتخابي عبر الفهم الصحيح لمفهوم التمثيل في المجالس؟ وهنا تذكرت مقولة برهان غليون التي يصف بها الديمقراطية بأنها مسألة نسبية، ويشير إلى صناديق الاقتراع، ويصفها بالممارسة ضمن الممارسات المتعددة التي تندرج تحت ظل الديمقراطية. إذاً فتمكين الديمقراطية من المناهج ينبغي أن يرتكز على حب الشباب لوطنهم ورغبتهم في التطوير والتجديد، كما علينا أن نحفزهم لرسم صورة مستقبلية يرون أنفسهم بها كمبادرين وقياديين وحماة لهذا الوطن، بعيداً عن الهويات الموازية والفرعية سواء العائلية منها أو الطائفية، والتي باتت والطرح الجماعي الذي يستقي من العلاقات الاجتماعية أسلوبا لصياغة البرامج الانتخابية، وهذه ركيزة مناسبة باعتقادي، لتطوير النظرة الشبابية تجاه مشروع الكويت الجديدة المطروح من قبل المجلس الأعلى للتخطيط.وفي السياق ذاته تأتي الحاجة أيضا لتغيير المفاهيم تجاه قراراتنا الاستراتيجية، فالمتابع للشأن المحلي لابد أن يلحظ أن غالبية القرارات الاستراتيجية في المؤسسات الحكومية خاضعة للقرار السياسي، ونادرا ما تتأثر بالعوامل الإدارية البحتة أو تستجيب لمشاريع الإصلاح الإداري، بل آلية مكافحة الفساد في المؤسسات العامة.
كلمة أخيرة: التعليم والموهبة أحرص في كل محاضرة ألقيها أمام الطلبة على اقتطاع خمس دقائق للحديث عن تاريخ الكويت والخمس الأخرى أقوم باختيار طالب يمتلك موهبة ليتحدث عنها أمام زملائه الطلبة، حتى أصبح ذلك السلوك مرتبطا باسمي وهويتي التعليمية فمن منكم معي؟