يحتفي مركز جابر الأحمد الثقافي بالموسيقار المصري الراحل عمار الشريعي، من خلال حفلين غنائيين يقامان اليوم وغداً على المسرح الوطني، ويتصدى لهما "سفير الأغنية الخليجية" الفنان عبدالله الرويشد، والفنانة المصرية ريهام عبدالحكيم، في حين يتولى قيادة الأوركسترا المايسترو نادر عباسي."الجريدة" واكبت البروفات النهائية للحفل، وكان لها لقاءات سريعة مع القائمين عليه.
بداية، قال المايسترو المصري نادر عباسي، قائد أوركسترا الاتحاد، حول مشاركته في هذه الاحتفالية: "يضم الأوركسترا الاتحادي عازفين من مختلف الدول العربية، وآلات مختلفة، لذلك أطلقت عليه هذا الاسم".وحول برنامج الحفل، أوضح: "سنقدِّم مجموعة مميَّزة من الأعمال الغنائية للراحل، لكن بتوظيف آلات موسيقية مختلفة، لاسيما أن بعض هذه الأعمال، التي كانت مقدمات لأعمال درامية، عُزفت بآلات موسيقية مصطنعة".وأضاف: "ستكون الفرصة سانحة في الحفل لنقدِّم أعمال الراحل بالآلات الصحيحة، وقام بتوزيع بعض الأعمال وإعادة كتابتها للأوركسترا الفنان أحمد الموجي، حفيد الموسيقار محمد الموجي، الذي حرص على أن تناسب تلك الأعمال الأوركسترا، وليس التخت الشرقي، خصوصا أن الأعمال التي قدَّمها الشريعي للأوركسترا لم تظهر بالشكل المطلوب، لذلك اعتبر الحفل فرصة لنسمع هذه الأعمال بآلات حية حقيقة".
«رأفت الهجان»
وأوضح عباسي أن "برنامج الحفل يتضمن موسيقى مسلسلات رأفت الهجان، دموع في عيون وقحة، أخو البنات، التي وضعتها بعد أن شاهدت لقاء للفنان الرويشد يتحدث فيه عن بداية معرفته بالشريعي، من خلال موسيقى هذا العمل، لذلك حرصت على تضمينه في برنامج الأمسية، وهناك أيضا موسيقى مسلسلي هارون الرشيد، وامرأة من زمن الحب، إلى جانب أعمال غنائية، مثل: استحملك، مسحور، والتي سنقدمها بطريقة جديدة، وأيضا أغنية (الشهد والدموع)، إلى جانب أغنية (نور القمر) بصوت ريهام عبدالحكيم، التي اعتبرها الشريعي بمكانة ابنته". وأعرب نادر عن سعادته بقيادة أوركسترا كلاسيكي يتضمن مزيجا من الثقافات العربية المختلفة، مضيفا: "نتطلع إلى أن يعرف المجتمع العربي قدرتنا على إيصال موسيقانا للعالم، من خلال أوركسترا موسيقي"، معتبرا أن الحفل بمنزلة احتفاء بالشريعي بأسلوب صحيح وللمرة الأولى. من جانبه، قال الفنان الرويشد: "الموسيقار الراحل الشريعي إنسان لا يمكن تعويضه، وأتمنى أن نعطي انطباعا جيدا حول مسيرة هذا الرجل"، معربا عن سعادته بالمشاركة في حفلين يقامان بمركز جابر الأحمد الثقافي.وتابع: "شرف عظيم أن نقدِّم من خلال الكويت للعالم كله عبر هذا المركز هذه الفعالية، وأنتهز الفرصة لأشكر جميع القائمين على مركز جابر، وأتمنى أن نقدِّم سهرة متميزة للجمهور".أخ وصديق
وأضاف الرويشد: "الشريعي فلسفة موسيقية لا تتكرر، وفي نفس الوقت القائمون على مركز جابر سعوا إلى أن يشارك في هذا الاحتفال المايسترو عباسي، ومن النادر أن نتعاون معه. الشريعي موسيقاه مختلفة تماما، بغض النظر عن كونه أخا وصديقا لي، لكن تثقفت منه موسيقيا، لذلك أعتبره تاريخا، ونهلت من ثقافته".واستطرد "بوخالد": "الوفاء مطلوب، ومادام في العمر بقية سنحرص على تكريم مَن سبقونا في الموسيقى، سواء أبوبكر سالم، أو أعمال الشريعي، أو أي من قامات الموسيقى العربية". بدوره، قال مدير العلاقات العامة بمركز جابر الأحمد الثقافي، عثمان الجيران: "سعداء باللقاء بكم، للحديث عن حفل (شريعيات)، الذي يقام على مساء اليوم والجمعة، من الثامنة مساء حتى العاشرة، يتخللهما استراحة مدتها 20 دقيقة". جدير بالذكر، أن الشريعي صاحب مدرسة موسيقية واضحة بين كبار الموسيقيين المصريين والعرب، وله بصمات خاصة بموسيقاه، وغاص في بحور الموسيقى الشرقية، فقدم خلال مسيرة فنية امتدت 40 عاما أكثر من 300 أغنية لكبار المطربين والمطربات، كما تميز في الموسيقى التصويرية، فوضع موسيقى لـ50 فيلما، و150 مسلسلا، و20 عملا إذاعيا، و10 مسرحيات غنائية استعراضية، إضافة إلى دوره المهم كناقد موسيقي قدَّم تحليلا مبسطا للألحان والنغمات عبر برنامجه الأسبوعي في الإذاعة المصرية "غواص في بحر النغم"، ثم برنامج "سهرة شريع" في التلفزيون.ومن هنا، جاء اختيار مركز جابر الثقافي الاحتفاء بأحد رموز الموسيقى العربية المعاصرة، الموسيقار عمار الشريعي، بتقديم مجموعة من مقطوعاته ومؤلفاته الموسيقية التي تركت أثرها في وجدان المستمع العربي، بمصاحبة فرقة موسيقية يقودها المايسترو نادر عباسي، بمشاركة الرويشد والفنانة وعبدالحكيم.مقتطفات
- ارتدى الفنان الرويشد قبعة كُتب عليها مصر، في لفتة طيبة تعكس مدى حبه لها.- امتدت بروفة الرويشد مع الفرقة الموسيقية بقيادة عباسي ما يقارب أربع ساعات، تابعنا جانبا منها، ولمسنا مدى الالتزام والتناغم بين أفراد الأوركسترا.- استقبل «بوخالد» أسئلة الصحافة برحابة صدر، وكان متجاوبا ولم يغادر موقع المؤتمر إلا بعد أن لبَّى طلبات الحضور.- كان التنظيم من القائمين على مركز جابر في أفضل صورة، مما سهل مهمة ممثلي وسائل الإعلام.