إطلاق «أبواب... الرجاء اللمس» بالمتحف الوطني في بيروت

• المشروع يتيح للمكفوفين ممارسة حقّهم في التمتّع بكنوز الحضارة

نشر في 01-11-2018
آخر تحديث 01-11-2018 | 00:00
في خطوة هي الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، أطلقت جمعية Red Oak مشروع «أبواب... الرجاء اللمس Doors Please Touch في المتحف الوطني في بيروت، هدفه تطوير مهارات ترمي إلى نشر خدمات تعليمية شاملة عبر جولات اللمس والتوصيفات السمعية وغيرها من تجارب متعددة الحواس مصمِّمة لتلبية حاجات المعوقين بصرياً، إضافة إلى ممرات عبور متعددة الحواس ضمن المتحف ليستخدمها المكفوفون.
نفذ مشروع «أبواب.. الرجاء اللمس» Doors Please Touchبرعاية وزارة الثقافة في لبنان، وبالاشتراك مع «متحف أوميرو الوطني» في إيطاليا وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي في لبنان. شارك في حفلة إطلاقه كل من وزير الثقافة السابق

د. غطاس خوري، والسفير الإيطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي، ورئيس «متحف أوميرو الوطني» في إيطاليا ألدو غراسيني، والمسؤول عن المشاريع الخاصة فيه أندريا سوكراتي، والمدير العام للآثار سركيس الخوري، ومديرة المتحف الوطني آن ماري عفيش، ومؤسسة ورئيسة جمعية Red Oak نادين أبو زكي، وممثلون من وزارات: الثقافة والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم العالي، وجمعيات دولية، وطلاب مكفوفون، ومسؤولون عن مدارسهم.

حدث مهم

نوَّه د. غطاس خوري في كلمته في حفلة الافتتاح بمشروع «أبواب.. الرجاء اللمس «Doors Please Touch وقال: «نحتفل معاً بحدث مهم في رحاب المتحف الوطني ألا وهو تمكين المكفوفين من التمتع بما يحتوي عليه متحفنا من حضارة وتاريخ مدعاة للفخر لنا جميعاً»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإعاقة البصرية ليست إعاقة، ثمة أصحاء يستطيعون الرؤية والتمتع بما يحتوي عليه هذا المتحف ولكنهم لا يهتمون، الإعاقة هي في الفكر».

أضاف: «من تنوّر فكره لا إعاقة لديه، سواء كانت بصرية أو غير بصرية»، مهنئاً كل من أسهم في تحقيق برنامج «أبواب ....الرجاء اللمس»، لأنه يتيح المجال لمن فقد نعمة البصر بالتمتع بمقتنيات تشهد على حضارتنا.

أما السفير الإيطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي فأكد الحرص على تطوير العلاقة التاريخية بين لبنان وإيطاليا، وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، وأثنى على «المشروع الذي أطلقته جمعية Red Oak بالاشتراك مع «متحف أوميرو الوطني» وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي في لبنان.

وسائل تواصل متعددة الحواس

أوضحت مديرة المتحف الوطني آن ماري عفيش، في كلمتها، أن هذا المشروع الذي بدأ بمبادرة من جمعية Red Oak الممثلة بمؤسستها ورئيستها نادين أبو زكي، «سيتيح لمتحفنا الوطني بالإضافة إلى متحفي سرسق ومقام فتح أبوابها لفئات المجتمع كافة وتحديداً ذوي الاحتياجات الخاصة».

وأضافت: «لن تبقى الإعاقة البصرية حاجزاً بعد اليوم إزاء المكفوفين يمنعهم من ممارسة حقهم بزيارة المتاحف والتمتع بما تعرض من قطع أثرية ولوحات فنية ومنحوتات»، مشيرة إلى أن «التدريب المتخصص الذي سيقدمه «متحف أوميرو الوطني» سيمكننا من تطبيق نهج معاصر لزيارة المتاحف، وسيسهم بتأهيل المتحف بوسائل تواصل متعددة الحواس تتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقات البصرية».

بدوره لفت رئيس «متحف أميرو الوطني» في إيطاليا ألدو غراسيني، في كلمته في المناسبة، إلى أنه يتعذّر على المكفوفين التعرف إلى الفن، حتى من خلال الصور أو الأفلام أو الفيديوهات، «وتلبية لحقهم بالتمتع بالفن، من الضروري تكييف المتاحف وفقاً لمتطلباتهم والسماح لهم خصوصاً بلمس كل ما هو ممكن من دون خطر إلحاق ضرر بالعمل الفني»، مشيراً إلى ضرورة توفير استقبال جيد لهم بواسطة مشغلين قادرين على تأمين دعم نفسي وتقني دقيق، من خلال وسائل استدلال مكتوبة بلغة «برايل» وسمعية ورقمية، ومن خلال عرض مجسمات وخرائط ورسوم بارزة أو نسخ ثلاثية الأبعاد للمنحوتات والقطع.

مبادرة شاملة

اعتبرت مؤسسة ورئيسة Red Oak نادين أبو زكي أن مبادرة الجمعية بالتعاون مع «متحف أومير الوطني» الإيطالي بدأت تعطي ثمارها في مبادرة «أبواب»، ستنير بصر وبصيرة المكفوفين وضعيفي البصر، وتفتح لهم ولو باب متواضع على منابع الثقافة والحضارة.

أضافت: «بعد جهد على مدى ستة أشهر أصبح لدى المتحف الوطني و«متحف سرسق» و«متحف مقام» مجموعة من اللوحات والمنحوتات والقطع الأثرية المتاحة للمس، عليها كتابات بلغة «برايل»»، موضحة أن هذا الإنجاز جاء بعد أقل من شهر على إطلاق مبادرة «ريد أوك» المتعلقة بـ «سوبر ماركت صديق للمكفوفين» التي بدأت تنتشر في المدن والقرى اللبنانية.

تابعت: «لن يقتصر برنامجنا على المتحف الوطني، فنحن على موعد آخر في «متحف سرسق» حيث سيتم تدريب الأدلاء بإشراف «متحف أوميرو» حول كيفية مساعدة المكفوفين، وستكون لنا زيارة إلى «متحف مقام» حيث ستتم عملية اختيار المنحوتات والنشاطات الفنية المتعلقة باللمس».

في ختام الاحتفال كُرِّم مخايل حداد الملقب

بـ «أبي المكفوفين في لبنان»، ويتميز بتاريخه الحافل وعطاءاته الكريمة في ميداني الثقافة والعلم. 

مبادرة «أبواب» تفتح للمكفوفين باباً على منابع الثقافة والحضارة نادين أبو زكي
back to top