دخلت عملية تأليف الحكومة اللبنانية في غيبوبة جديدة من الصعب التكهن في مدتها؛ بعد أن ثبّت «حزب الله» مطلب توزير سنّي من خارج عباءة تيار «المستقبل» في الحكومة.

ويأتي هذا الموقف نتيجة الزيارة، التي قام بها وفد من «سنّة المعارضة» إلى معاون الأمين العام للحزب حسين خليل، وأَرفق هذا الموقف بتشدد في ضرورة أن يكون الوزير المختار من حصة رئيس الحكومة سعد الحريري لا من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أو سواه.

Ad

ولفتت مصادر مقربة من تيار «المستقبل»، أمس، إلى أن «المحركات الحكومية متوقفة والرئيس المكلف أنجز عمله والأمور لديه جاهزة، وإذا كان هناك من ينتظر أجوبة فهي في مكان آخر»، مضيفة: «لن نقبل بتمثيل أي أحد من سنّة 8 آذار تحت أي ظرف من الظروف». وأكدت أن «أي تشكيلة تتضمن اسماً من سنّة المعارضة ستكون نتيجتها أن الحريري سيكون خارج التأليف».

في المقابل، قالت مصادر مقربة من القصر الجمهوري، أمس، إن «الرئيس عون يجري تقييماً للوضع الذي استجد وسيجري اتصالاته لإيجاد حل للتمثيل وفقاً للمعايير، التي وضعت في عملية التأليف»، مضيفة: «هناك مخارج عدة تدرس والرئيس عون يقوم بدراسة كل خطوة وانعكاساتها لاسيما فيما يتعلق بالتوازن داخل الحكومة».

إلى ذلك، أشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي بعد لقاء «الأربعاء النيابي» أمس، إلى أنه «فيما يتعلق بالجلسة التشريعية التي تحدث عنها رئيس البرلمان نبيه بري وتم توزيع جدول أعمالها، فإن رئيس المجلس ارتأى أن يتخذ مساحة من الوقت في التريث قبل أن يحدد موعداً للجلسة لأن الأجواء تحتم علينا التروي قليلاً وعدم التسرع في هذا السياق». أما إزاء الأزمة الحكومية، قال بزي إن «الرئيس بري اعتبر أنه تكلم مع من تكلم في هذا الأمر ولم يعد هناك سوى الدعاء».

في السياق، اعتبر مجلس المفتين في لبنان بعد اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في دار الفتوى، أمس، أن «هناك أيادي خبيثة تحاول عرقلة جهود الرئيس المكلف لابتزازه سياسياً ولتأخير عملية تشكيل الحكومة، التي هي حاجة وطنية في ظروف دقيقة وحساسة يمرّ بها لبنان، خصوصاً في ظل الصراعات في دول الجوار».

في موازاة ذلك، توجّه رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عبر حسابه الخاص على «تويتر»، أمس، بتغريدة لمناسبة مرور سنتين على تسلم عون سدّة الرئاسة. قائلاً: «لأنك بسنتين حققت ما لم يحققوه في عقود، ونجحت حيث فشلوا في عهود، يعرقلون ويعطّلون، يكذبون ويشتمون، همّهم أن يضربوا إنجازات الآخرين لا أن ينجزوا. أما نحن، فكما تعوّدنا ووعدنا، من البداية إلى اللانهاية: مكمّلين وما في شي بيوقّفنا».

في سياق منفصل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تقرير له سلمه إلى مجلس الأمن، من أن «حزب الله قادر على جر لبنان إلى الحرب»، داعياً إلى «نزع سلاحه». واعتبر غوتيريس أن «حزب الله هو أشد الميليشيات تسلحاً في لبنان»، متسائلاً عن «قدرة الدولة اللبنانية على ممارسة سيادتها في ظل تعزيز ترسانة حزب الله العسكرية». وطالب غوتيريس بـ«ضرورة تطبيق القرار الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات في لبنان»، محذراً من «مغبة مشاركة حزب الله في النزاع الدائر في سورية»، معتبراً ذلك «انتهاكاً لسياسة النأي بالنفس في لبنان».

وأشار غوتيريس كذلك إلى «مساعدة الحزب للحوثيين في اليمن بمستشارين ومدربين عسكريين»، لافتاً إلى أن «ذلك يشكل تهديداً إقليمياً وعالمياً خطيراً».