كيف جاءت مشاركة فيلمك «فرصة ثانية» بمهرجان دلهي السينمائي؟
المهرجان ضخم ويُفضل القيمون عليه مشاركة الأفلام في عرضها العالمي الأول. لما كان «فرصة ثانية» لم يُعرض سابقاً، فتقدَّمت بطلب على موقع المهرجان، ثم أبلغت بمشاركتي في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة. فعلاً، سافرت وشاركت وفزت بجائزة أفضل فكرة، وكانت بالنسبة إليّ مفاجأة كبيرة.لماذا اعتبرت فوزك بالجائزة مفأجاة كبيرة؟يناقش الفيلم فكرة المؤسسات العقابية في مصر، ويتحدث عن «الأحداث» بالمرج وحياة الأطفال في داخلها، وكيف يمضون أيامهم وفترة عقوبتهم وتأهيلهم. المفاجأة أن المهرجان رأى أن الفكرة عالمية وعابرة للحدود وليست محلية، على عكس ما كنت أتوقع. حتى أن الجهات المسؤولة في الهند طلبت إليّ التنسيق مع المؤسسات الخاصة لديهما لنقل التجربة التي يتناولها العمل.كيف ترى فوزك هذا العام بعدما فزت بجائزة أخرى خلال مشاركتك العام الماضي؟كانت الجائزة الأولى عن أفضل فيلم، أما هذا العام فحصدت أفضل فكرة فيلم. بالنسبة إلي لها طعم مختلف، لأن الفوز بأحسن فكرة في مهرجان كبير يشعرك بأنك ما زلت تفكر وأن فكرتك خرجت إلى الجمهور بشكل محترم.
فكرة ومراحل
إلى ماذا تشير الفرصة الثانية في الفيلم؟رأينا أن من حق الأطفال المودعين في مؤسسات العقاب في مصر أن يمنحوا فرصة ثانية للانخراط في المجتمع وعدم نبذهم، وأنهم موجودون في هذا المكان لقضاء العقوبة وإعادة التأهيل.فكرة فيلمك اجتماعية، كيف تميزت عن الأفكار المنافسة لك في المهرجان؟من خلال خبرتي في المشاركة في مهرجانات مختلفة، رأيت ضرورة أن أدخل المنافسة في مهرجان كبير، وكانت فكرة فيلمي ذات أساس ومبنية على دراما جيدة وأرض صلبة هي مؤسسة الأحداث المليئة بالقصص، وخلقت الدراما من المعاناة الحقيقية للأطفال، وهو ما ميز فيلمي عن الأفلام المنافسة في المهرجان.كيف كانت مراحل كتابة سيناريو فيلمك وهل قمت بتعديلات بعد زيارة المواقع حيث صوَّرت المشاهد؟قمت بزيارات ميدانية عدة لمواقع التصوير. وجدت في اليوم الأول أن الأطفال في المؤسسة العقابية يقفون بانتظام ويرتدون زياً موحداً. كررت الزيارة أكثر من مرة وتحدثت إلى الأطفال كثيراً واخترت الأشخاص الذين سيظهرون في الفيلم. خلال مرحلة الإعداد، بدأت أفهم حياتهم ومراحل تطورهم في المكان من دخولهم إليه حتى خروجهم منه، وإعادة تأهيلهم نفسياً. كذلك تناولت الجانب الاجتماعي الخاص بالأهل وطريقة معاملتهم هؤلاء الأبناء.صعوبات
هل واجهت صعوبة في التصوير، لا سيما أنك تتعامل مع الأطفال لأول مرة؟أردت في بداية التصوير أن أرصد الجوانب كافة في الحياة الخاصة بهؤلاء الأطفال. صوَّرت مشاهد من أيام متفرقة، مثلاً في عيد الأم وما تحمله من فرحة الأبناء بلقاء الأمهات، كذلك رصدت حياة الأطفال في المؤسسة. وفي بداية الفيلم، وضعت أغنية بصوت أحد الأطفال لأنه يحب الغناء، وكان يتحدث إلى الكاميرا كما لو أنها بحر يبوح له بأفكاره.تخوّفت من عدم ظهور وجوه الأطفال لذا استعنت بثلاثة مصورين، وكنت مهتماً بالحركة من أجل ابتكار نوع من أنواع السينما التسجيلية الحديثة. كذلك واجهت صعوبة في التصوير برمضان في محافظة الفيوم في الجو الحار للغاية.هل يواجه صانعو السينما التسجيلية صعوبات شديدة لتسجيل مثل هذه الأفكار الاجتماعية والشائكة؟منذ 10 سنوات حين قررت الدخول في هذا المجال، قدمت طلباً للتصوير وسار في مساره الطبيعي حتى حصلت على الموافقات. واليوم، لو طلب أي مخرج تصوير فكرة حول المؤسسات التي تتبناها وزارة التضامن الاجتماعي، وأنا مستشار للتوثيق الإعلامي لها، سنساعده بعد قيامه بالإجراءات اللازمة.ماذا عن مشكلات السينما التسجيلية في مصر؟المشكلة الأولى التي تواجه الشباب في السينما التسجيلية أن عليهم أن يبدؤوا بالأفلام الروائية القصيرة ليأخذوا منها الخبرة ثم يتجهون إلى الأعمال التسجيلية، وفي مصر لدينا خامة كبيرة وواسعة من الأخيرة الكفيلة بتقديم مشاريع ضخمة للمشاركة في عدد من المهرجانات العالمية.السينما الروائية
ماذا عن السينما الروائية الطويلة في أجندة مهند دياب وهل يفكر بخوض هذه التجربة؟ يقول في هذا المجال: «قدمت 18 فيلماً تسجيلياً وقصيراً خلال 18 شهراً بمعدل فيلم كل شهر. وانتهيت أخيراً من المعالجة السينمائية لفيلمي «ضغط عالي» وبدأت مرحلة تطوير السيناريو الذي قمت بتعديلات عدة عليه، وأتواصل مع عدد من الجهات الإنتاجية الخارجية لظهور العمل إلى النور خلال عام من الآن».