«بو صباح حيلك فيهم»
سمو الرئيس أنت المسؤول الأول عن الأداء الحكومي، وعن تغير النهج، فلا تتردد في إقالة من لا يستحق، فالشعب ينظر إلى كلمتك ويعلق آمالاً كبيرة عليها، فلا يغرك ما تسمعه من حسن القول الذي يخالف الفعل.
سمو الشيخ جابر المبارك لقد حملت كلمتكم في الملتقى الحكومي الأول "تعزيز النزاهة" الكثير من الجوانب المهمة، وفي مقدمتها اعتراف سموكم بوجود الفساد، ورغم القوانين والتشريعات التي جاءت للقضاء عليه فإن قول الفساد استطاع التمدد، ثم تحذيرك للقيادين بضرورة مكافحته، وأنك سوف تحملهم مسؤولية مواجهته، وأنك ستمد لهم يدّ العون، وفي الوقت نفسه سوف تكون ضدهم إذا لم تجد أي خطوات إيجابية ضد الفساد.في هذه المداخلة كان سموك أكثر وضوحاً بأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لم تكن كافية للقضاء على آفة الفساد، وإنه موجود وله طرقه وآلياته ولا بد من القضاء عليه، ومن يشعر من القياديين بعدم قدرته على مواجهة الفساد فعليه ترك موقعه.هذه المداخلة كانت في غاية الشفافية والوضوح، وتحمل معها نفساً جديداً بتحذير القياديين من وزراء، ووكلاء، ووكلاء مساعدين ومن في حكمهم بأنهم تحت الرصد والمتابعة، وهنا بيت القصيد، وهنا فقط يمكن أن نتوقف أمام جدية الحكومة في مكافحة ملفات الفساد الإدارية والمالية، لذلك يا سمو الرئيس لا تشغل بالك فيما يقدم لك من تقارير إن لم تكن مصحوبة بمؤشرات قابلة للقياس والمقارنة تنعكس إيجاباً على جودة مستوى الخدمات وتحاكي متطلبات التنمية البشرية والاقتصادية.
سمو الرئيس لا نريد أن نقلل من الدور الرقابي والتشريعي لمجلس الأمة، ولكن ولأصدقك القول فإن الشارع الكويتي قد أصيب بخيبة أمل خلال الفترة الماضية سواء من عمل النواب أو من الأداء الحكومي، فحتى الإنجاز لم يعد أحد يكترث له بسبب الممارسات الخاطئة والمساومات التي لم تعد خافية على أحد. سمو الرئيس أنت المسؤول الأول عن الأداء الحكومي، وعن تغير النهج، فلا تتردد في إقالة من لا يستحق، فالشعب ينظر إلى كلمتك ويعلق آمالاً كبيرة عليها، فلا يغرك ما تسمعه من حسن القول الذي يخالف الفعل، لذلك وأنت صاحب فكرة إنشاء وحدات رقابية تتبع هيئة مكافحة الفساد عليك أن تضع نصب عينك أن من يتولى شأن هذه الوحدات على قدر عالٍ من الكفاءة والنظافة كي يكونوا عوناً وعيناً صادقة لكم في رصد ما يدور في أروقة الجهات الحكومية، فالهدف القضاء على مخالب وطرق عيش الفساد. سمو الرئيس لقد ختمت كلمتك بدعوة الباري عز وجل أن يوفق الجميع لكل خير ومصلحة وخدمة الكويت، وتنفيذ توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله ورعاهما، لذلك فإن المسؤولية تقع عليكم في ترجمة رؤية سمو الأمير بتحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي، وإلى مجاراة رؤية الكويت 2035 لواقع نعيشه وتعيشه أنت، إن شاء الله، من خلال توجيه الوزراء والقياديين إلى القضاء على رؤوس الفساد، وأول طريق الإصلاح مراجعة إنجازاتهم، ووقف التعيينات البراشوتية، فالكويت تغص بالكفاءات والمخلصين من أبنائها. حفظكم الله ورعاكم ودمتم سالمين.