4 قتلى في إدلب والأكراد يستنجدون بدمشق للتصدي لإردوغان

واشنطن: الخيار العسكري لإخراج إيران من سورية إسرائيلي... و«حزب الله» بدأ الانسحاب

نشر في 02-11-2018
آخر تحديث 02-11-2018 | 00:04
أكراد سوريون يتظاهرون في القامشلي أمس الأول احتجاجاً على القصف التركي (ا ف ب)
أكراد سوريون يتظاهرون في القامشلي أمس الأول احتجاجاً على القصف التركي (ا ف ب)
قتل أربعة عناصر من قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في هجوم شنّه مسلّحون من «هيئة تحرير الشام» في المنطقة المنزوعة السلاح بمحافظة إدلب، في وقت دعت أحزاب كردية دمشق «للوقوف صفاً واحداً والتصدي للاعتداءات والتهديدات التركية».
رغم الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا في 17 سبتمبر الماضي، بإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب في شمال غربي سورية ومحيطها، بعدما لوحت دمشق على مدى أسابيع بشن عملية عسكرية واسعة ضد آخر معاقل الفصائل المعارضة، قتل، أمس، أربعة عناصر من قوات نظام الرئيس بشار الأسد، في هجوم شنّه مسلّحون من "هيئة تحرير الشام" في منطقة أبو الضهور في ريف إدلب الشرقي.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن "عنصراً من هيئة تحرير الشام قتل أيضاً في العملية". وأشار "المرصد" إلى "قصف متبادل بين الطرفين داخل المنطقة المنزوعة السلاح".

وتعتبر هذه الاشتباكات الأولى التي سُجّلت داخل المنطقة منزوعة السلاح المعلن عنها بموجب اتفاق 17 سبتمبر الماضي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان.

وتمّ بموجب الاتفاق سحب كل الأسلحة الثقيلة من المنطقة المنزوعة السلاح، بينما لا يزال يُنتظر انسحاب الفصائل منها وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على الجزء الأكبر من إدلب.

نداء إلى دمشق

إلى ذلك، دعت أحزاب سياسية كردية في شمال سورية وشرقها، في بيان لها أمس، نظام الأسد "للوقوف صفا واحدا والتصدي لاعتداءات (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان وتهديداته على مناطق شمال وشرق سورية، باعتبار الاعتداءات التركية انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية"، محملة في الوقت نفسه دمشق "كل المسؤوليات القانونية".

وأضاف البيان الذي وقّعه 17 حزباً كردياً، أن "على المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد الاعتداءات التركية وسياستها في زعزعة الاستقرار، وتحمل مسؤولياته في المحافظة على الأمن في المنطقة، والدفع من أجل إيجاد صيغة للحل السياسي في سورية".

وفي وقت تكثفت الجهود الدولية بشأن التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، تصاعدت في الأيام الأخيرة الهجمات التركية على مناطق شمال سورية وشرقها، مع ازدياد وتيرة التهديدات، التي تأتي بالتزامن مع حملة دحر الإرهاب التي تقودها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ضد المجموعات الإرهابية في آخر معاقلها بدير الزور.

وكان الجيش التركي شن في الأيام الماضية، قصفا على مواقع لـ "قسد"، ما أجبر تلك القوات على وقف عملية عسكرية أطلقتها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي شرق الفرات.

وأعلنت "قسد" وقف معركة دحر الإرهاب مؤقتا ضد داعش بسبب القصف التركي على مواقع كردية في شمال سورية، وهو قصف انتقدته واشنطن، داعية أنقرة إلى "التنسيق والتشاور".

واستهدف قصف الجيش التركي منطقة زور المغار الواقعة إلى الغرب من منطقة عين العرب (كوباني) شمال سورية، وملاجئ تابعة لقوات حماية الشعب الكردية في شمال سورية.

وتشكل "قوات حماية الشعب الكردي" الجزء الأكبر من "قسد" التي تدعمها واشنطن في سورية لمحاربة "داعش"، بينما تصنف أنقرة هذه القوات كمنظمة إرهابية تابعة لـ "حزب العمال الكردستاني".

جيفري

على صعيد آخر، قال الممثل الخاص للولايات المتحدة حول سورية جيمس جيفري، ردا على سؤال عمّا إذا كانت بلاده ستلجأ إلى الحل العسكري لإخراج إيران من سورية، "إن هذا الهدف سياسي، مهمتنا ستكون سياسية وليست عسكرية، أما الإسرائيليون فلم يضعوا جانباً الخيار العسكري في سورية ويحاولون ضرب قدرات إيران العسكرية هناك".

ودافع المسؤول الأميركي عن الهجمات الإسرائيلية ضد إيران قائلاً: "لنتذكّر أن إسرائيل لم تفعل شيئاً خلال خمس سنوات (من الوجود الإيراني في سورية)، باستثناء ردّها في الجولان، وعندما نشر الإيرانيون قوات لهم وأخرى مدعومة منهم كحزب الله بهدف الدفاع عن نظام بشار الأسد ضد شعبه، لم ترد إسرائيل. ما ترد عليه هو نشر الصواريخ الطويلة المدى واستخدام طائرات من دون طيار اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي مراراً، وهذا مصدر قلق لنا".

وقال جيفري إن "الولايات المتحدة ترغب في أن يغادر الإيرانيون والموالون لهم سورية، بدءاً من الغد، كما يجب أن تغادر سورية كلُّ القوات الأجنبية التي دخلت إليها بعد اندلاع النزاع فيها بدءاً من الروس، الذين نناقش معهم على كلّ المستويات الوجود الإيراني".

ورداً على سؤال عن حقيقة ما يُحكى عن انسحابات لـ "حزب الله "من سورية، قال: "هذا الأمر لن يكون مفاجئاً، لأن حملة الحزب البرية هناك انتهت إلى حدٍّ كبير، مما يدفع بعض عناصره للعودة".

back to top