جاء كلام الرئيس اللبناني ميشال عون في إطلالته التلفزيونية، مساء أمس الأول، مثقلا برسائل سياسية وجهها للمرة الأولى منذ دخوله قصر بعبدا إلى "حزب الله"، عن طريق انتقاده العقدة السنية التي استجدت في ربع الساعة الأخير، مُحبِطة عملية ولادة الحكومة مطلع الأسبوع. ففي موقف "عالي السقف" اعتبر رئيس الجمهورية أن "هناك عراقيل غير مبررة، وتبيّن أخيراً دخول السنّة المستقلين، مما تسبّب في التأخير". ولم يتردد في وصف ما يحصل بـ"تكتكة سياسية تضرب استراتيجيتنا الكبيرة"، مضيفاً: "نحن نعتمد تمثيل الكتل ضمن معايير محددة، وهؤلاء النواب كانوا أفراداً، وتجمعوا أخيراً، ولم يكونوا كتلة فهل يتمثلون هكذا". ويأتي كلام عون ليتطابق مع موقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي رد على إيجابية عون منه بتغريدة حيا فيها ما أعلنه رئيس الجمهورية في حواره التلفزيوني. وكان الحريري غرد قبل بدء مقابلة عون، قائلا: "فخامة الرئيس العماد ميشال عون، سنتان معاً على طريق استعادة الثقة بالدولة، ومعك لن نتراجع عن مسيرة النهوض بلبنان. نسأل الله أن يُنعم عليك بالصحة لتبقى عنواناً لوحدة جميع اللبنانيين"، فرد الرئيس عون في "تغريدة"، قائلا: "بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معاً ما دمنا نخدم معاً مصلحة لبنان، ونحفظ وحدة اللبنانيين".
وبينما تنتظر عملية التأليف الحكومي إيجاد الحل المناسب لتذليل عقدة تمثيل سنّة "8 آذار"، غادر الرئيس الحريري بيروت متوجهاً إلى باريس. وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إنه "لا كلام للحريري بعد اليوم، وهو يعتبر أنه أدى قسطه للعلا في الملف الحكومي، ولا حلول لديه في هذا الشأن". وأضافت المصادر أن "زيارة النواب السنّة المستقلين لقصر بعبدا غير مطروحة حالياً بسبب موقف الرئيس عون الأخير". وفي موازاة ذلك، قالت قناة "المنار (المقربة من "حزب الله") إنه "لا اتصالات بين حزب الله والقصر الجمهوري لحل العقدة السنية"، ما يوحي أن عملية تشكيل الحكومة عادت إلى المربع الأول. إلا أن مصادر وسطية أشارت إلى أن "الحل شبه الوحيد المتبقي أمام حزب الله هو بتخليه عن مقعد شيعي من حصّته لمصلحة أحد سنة 8 آذار، وهو النائب الوليد سكرية، الذي ينتمي إلى كتلة الوفاء للمقاومة، وبذلك يكون قد حفظ ماء وجه حلفائه، من دون أن يسجّل تراجعاً مهماً، باعتبار أن سكرية هو ضمن حصّته الحكومية".في السياق، رّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر"، أمس، تعليقاً على العقدة المستجدة المتعلقة بتوزير نواب سنّة "8 آذار"، وقال: "يبدو أن أخبار لبنان وصلت إلى بغداد، فأخد العراقيون يبحثون في شارع المتنبي عن كتاب حول السنّة المستقلين، والبعض الآخر وجد التقرير الأخير للبنك الدولي عن لبنان. إنه مخيف فهل قرأه السنة المستقلون. بالمناسبة مستقلون عمن. في هذه المناسبة التحية لأسامة سعد على موقفه الوطني". وردّ النائب فيصل كرامي عبر "تويتر" بالقول: "عم تتهضمن يا بيك؟! السنّة المستقلون الذين أعجزك إيجاد تعريف لهم لدرجة الذهاب الى بغداد والبحث في شارع المتنبي عن الكتب، هم السنّة اللبنانيون الذين لم يكونوا تابعين لتشكيلة من الدول الأجنبية والعربية خلال تاريخهم السياسي".
دوليات
لبنان: عون يصطف مع الحريري ويرفض توزير «سنّة المعارضة»
02-11-2018