أفادت قناة "برس تي في" الإيرانية بأن روسيا والهند وإيران ستعقد اجتماعا الشهر الجاري، تبحث فيه إطلاق ممر للنقل الدولي بين الشمال والجنوب، مضيفة أن مشروع "ممر النقل الشمالي الجنوبي" بطول 7200 كيلومتر، سيكون بديلا أرخص وأقصر من قناة السويس، ويشمل السكك الحديدية والنقل المائي.وأضافت القناة أنه سيتم شحن البضائع من ميناء بندر عباس الإيراني على ساحل الخليج، إلى بندر انزلي على ساحل بحر قزوين، ثم تنقل عن طريق البحر إلى أستراخان بروسيا، ومنها إلى أوروبا بالسكك الحديدية، ومن المفترض أن يقلل هذا الممر وقت وتكلفة نقل البضائع بنسبة 30 الى 40 في المئة.
ولم تعلن هيئة قناة السويس، التي تحقق دخلا سنويا بقيمة 5.5 مليارات دولار، ردها على هذا التهديد لمكانتها كأقصر طريق مائي يربط بين أوروبا وآسيا، إلا أن مستشار النقل البحري، وخبير اقتصاديات النقل الدولي ودراسات الجدوى د. أحمد الشامي أكد، لـ"الجريدة"، أن الممر التجاري الجديد لن يؤثر على قناة السويس من الناحية الاقتصادية، لأن الأخيرة تظل الطريق الأفضل والأرخص والأقصر للربط بين الصين والهند وأوروبا.وأضاف الشامي: "قناة السويس تسيطر حاليا على 11 في المئة من التجارة العالمية، بعدما كانت تسيطر على 8 في المئة عام 2008، ومن المتوقع أن تتزايد نسبتها حتى تصل لنحو 28 في المئة بحلول عام 2050، رغم أنه من المتوقع أن يدخل منافسون جدد الساحة خصوصا الممر الملاحي في القطب الشمالي، لكن تظل لقناة السويس ميزتها التنافسية مع أعمال التطوير الجارية التي مكنتها من استقبال سفن ذات غاطس أعمق".ولفت إلى أن اقتصاديات التشغيل لا تحبذ استخدام أكثر من وسيلة نقل في العملية التجارية الواحدة، وهو ما توفره القناة المصرية على العكس من الطريق المقترح، والذي يعتمد عمليات شحن وتفريغ البضائع أكثر من مرة بين وسائل السكك الحديدية والنقل البري والبحري، وهو ما يجعل الأخير مرتبطا بالبضائع الأخف وزنا.وشدد على أن موقع قناة السويس يظل ميزة أساسية لا يمكن تجاهلها، كما أن الانتهاء من عمليات التوسعة لمجراها وتحول المنطقة المحيطة بها إلى منطقة لوجستية واقتصادية سيعزز بقاء القناة المصرية في مقدمة الممرات الدولية.
دوليات
روسيا والهند وإيران تبحث إحياء ممر يستبدل «السويس»
02-11-2018