في موازاة إعلان الحكومة اليمنية استعدادها للدخول في مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة خلال شهر بالسويد، بدأت صباح أمس قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، عملية عسكرية لانتزاع مدينة الحديدة الاستراتيجية التي يوجد بها أهم موانئ البلاد.واندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، شرق المدينة بين الجيش اليمني والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وتقدمت «ألوية العمالقة» الحكومية بعد منطقة «كيلو 16»، بعد خوض معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى والقتلى في صفوف المتمردين.
غارات صنعاء
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية في اليمن»، العقيد الركن تركي المالكي، فجر أمس، أن مقاتلات التحالف دمرت مواقع تخزين وإطلاق صواريخ الحوثي بقاعدة الديلمي العسكرية في العاصمة صنعاء الخاضعة للمتمردين. وقال المالكي في بيان: «الضربات الجوية شملت تدمير محطات التحكم الأرضية للطائرات من دون طيار وورش التفخيخ والتجميع والمواقع المساندة لها بقاعدة الديلمي».وأضاف البيان أن مطار صنعاء الدولي مازال مستمرا في العمل أمام حركة الطائرات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى.وكثف طيران التحالف الذي تقوده السعودية، الخميس والجمعة، غاراته الجوية على عدد من المواقع والتجمعات العسكرية التابعة للحوثيين بأطراف مدينة الحديدة.وشدد التحالف على أنه هاجم «أهدافا عسكرية مشروعة».واختتم المالكي تصريحه بتأكيد «استمرار عمل مطار صنعاء الدولي أمام حركة الملاحة الجوية للطائرات الأممية والإغاثية، بعد اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية بعملية الاستهداف، وأن عملية الاستهداف نُفذت بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وكذلك قواعد الاشتباك لقيادة القوات المشتركة للتحالف».وتركزت الغارات الجوية على مدخل المدينة الجنوبي، كما استهدفت غارات كثيفة مواقع الميليشيات في شارع الكورنيش الذي أصبحت قوات ألوية العمالقة على مقربة منه. وتم حشد تعزيزات عسكرية كبيرة، في وقت سابق لاقتحام المدينة ومينائها الاستراتيجي.وتأتي العملية والغارات بعد أن أعلنت الحكومة اليمنية، أمس الأول، أنها «ترحّب بجميع الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في اليمن».وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع باليمن في غضون شهر.محاصرة الحوثي
في غضون ذلك، أعلن الجيش اليمني أن منطقة مران؛ معقل زعيم المتمردين بشمال البلاد غربي محافظة صعدة، باتت محاصرة.وقال قائد اللواء الثالث عروبة العميد عبدالكريم السدعي، إن الجيش فرض سيطرته على 6 خطوط إستراتيجية كانت يتخذها الحوثيون طرقا رئيسة مهمة لتعزيز عناصره في الجبهة.وأوضح السدعي أنه لم يتبقَ للميليشيات سوى خط إمداد واحد، وأصبح معه الانقلابيون الحوثيون محاصرين بعد توغّل قوات الجيش في جميع المناطق والوديان من اتجاهات عدة.وأكد أن زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي، ما زال محاصرا في منطقته بمران ولم يغادرها، نافيا ما تردد من أخبار تفيد بأن زعيم الجماعة تمكن من الفِرار من مران.وذكر قائد اللواء الثالث، أن المليشيات تدفع بالمئات من عناصرها، في محاولة منها لاسترجاع المواقع التي خسرتها، غير أن تلك المحاولات باءت بالفشل.استهداف صاروخي
في المقابل، وبعد يوم من تشكيك المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبدالسلام، بجدية دعوات وقف الحرب الأميركية، ومطالبته واشنطن برفع ما وصفه بـ «الغطاء السياسي للعدوان على اليمن»، أعلنت «القوة الصاروخية» التابعة للمتمردين، إطلاق «صاروخ باليستي ذكي محلي الصنع من طراز بدر1 بي»، باتجاه معسكر للجيش السعودي في صحراء البقع قبالة محافظة نجران بجنوب المملكة.ولاحقاً، أفادت الرياض باعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخا بالستيا أطلقته الميليشيات الحوثية من صعدة باتجاه نجران دون تسجيل إصابات.وكانت الولايات المتحدة قد دعت الثلاثاء الماضي، عبر وزيري الدفاع والخارجية جيمس ماتيس ومايك بومبيو، إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة خصوصا بوقف الضربات الجوية التي يقوم بها «التحالف» على المناطق المأهولة في البلد الفقير، بعد وقف الحوثيين لإطلاق الصواريخ التي تستهدف المدن السعودية والإماراتية.في هذه الأثناء، دعت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، أطراف النزاع في اليمن، إلى وقف الحرب.وقالت الوزيرة في بيان أمس: «تدعو كندا جميع الأطراف في اليمن، إلى إنهاء النزاع المتواصل غير المقبول وذي التأثير المدمر، لا سيما على الأطفال والنساء والرجال، بشكل دائم».ونددت الوزيرة بالعنف الذي أدى إلى الموت وحالات نقص تغذية واسعة النطاق، وتسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم.وأعربت عن قلق بلادها العميق من التقارير بشأن عرقلة المساعدات الإنسانية، ومناشدتها للسماح بإيصالها بشكل سريع ودون معوقات إلى المحتاجين.ويعاني اليمن، منذ قرابة 4 سنوات، من حرب بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف من جهة والحوثيين منذ 2014، من جهة أخرى.