بالتزامن مع اقتراب أعياد آخر السنة، وتجسيداً لتضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، يستعد النجم وليد توفيق، إلى إعادة طرح أغنيته «أنا صليت على ترابك» في كليب يصدر قريباً، بمشاركة خاصة من رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا ومؤسسة «باليستا» الفلسطينية التي تهتم بالأغاني والتراث الفلسطيني.

لأن الأغنية تتمحور حول نضال الشعب الفلسطيني، ضمن وليد توفيق الكليب مشاهد صوّرت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فالتبس الوضع على البعض واعتقد أنه زار الأراضي المحتلة وصوّر الكليب هناك، في حين أن فريقاً في الأراضي المحتلة صوّر المشاهد هناك وستُضمّ إلى الكليب، «مواكبة لإصرار أصحاب الأرض المقدّسة على انتزاع حقوقهم المسلوبة في قطاع غزّة والضفّة الغربية ومدينة القدس، كما باقي مدن وقرى 48» على حد تعبير وليد توفيق.

Ad

الأغنية من كلمات الشاعر جريس عيد، ألحان وليد توفيق، توزيع محمد حسن، وفي فلسطين إعداد وإشراف جبر صفية وخالد دولة، إخراج جابر وخالد. تمّ التصوير في لبنان مع «شركة أوسكار غروب» بإشراف سعيد مرسي.

المؤكد إذا أن الكليب يتضمن مشاهد مركّبة، وأن وليد توفيق لم تطأ قدماه ارض فلسطين رغم أنه أحد اكثر الفنانين دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه.

أغنيات بالجملة

«أنا صليت على ترابك» ليست الأغنية الأولى التي يخصصها وليد توفيق لفلسطين، فبعد إنتاجه فيلم «من يطفئ النار» (1982)، أصدر أغنيتي «كبار كبار الثوار» و«يا شمس الأحرار». مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 واستشهاد محمد الدرة، لحَّن وغنى «علي صوت الحجر»، من ثم «فكوا الحصار»، «على القدس رايحين»، «الصبر يا ياسر» للرئيس ياسر عرفات. آخر أغنية له عن عهد التميمي، في عنوان «عهد»، من كلمات نزار فرنسيس. في عام 2017 أطلق ألبوم «فلسطين» جمع فيه أغانيه لفلسطين.

قربى وقضية

ترقى علاقة النجم وليد توفيق بفلسطين إلى مرحلة الطفولة، عندما تزوّجت عمته من فلسطيني في مدينة القدس وأنجبت منه ولدين، وكان ينتظرها في الأعياد لتأتي بهدايا من هناك، وفي أحد الأعياد لم تحضر، وعندما سأل والده علم أنها أصيبت بشلل لأن الاحتلال قتل ولديها...

منذ تلك اللحظة نمت في قلبه شعلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقد ترجم إيمانه بهذه القضية في فنه وفي دعمه للنشاطات الفنية الفلسطينية التي تقام على أرض لبنان، فضلا عن دعمه الفنانين الفلسطينيين لا سيما محمد عساف الذي يصفه بأنه يتمتّع بصوت وكاريزما قويين، ونجوم غيره برزوا في برامج الهواة من بينها «أراب آيدول».

تعاون ودعم

معروف ان الفنان وليد توفيق متزوج من ملكة جمال الكون لعام 1971 جورجينا رزق التي كانت زوجة المناضل الفلسطيني أبو حسن سلامة، القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، وقد اغتيل على يد الموساد الإسرائيلي، ومدير مكتبه زاهر قاسم فلسطيني، كذلك تعاون مع فنيين كثر فلسطينيين، وهو لا يترك مناسبة إلا ويزور مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، آخرها زيارته مخيم اللاجئين في شاتيلا في بيروت في أغسطس وتشجيعه الأنشطة الفنية فيها. وكان سبق أن ساعد أحد الموسيقيين الفلسطينيين في بيروت لعلاج والدته... كل ذلك مساهمة منه في دعم الشعب الفلسطيني ليستعيد كرامته وحقه المهدور.