خاص

بروسون لـ الجريدة•: نسعى لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الكويت والمساهمة في تحولها إلى مركز مالي عالمي

«الشركات الفرنسية تستطيع المشاركة أكثر في خططكم المستقبلية ضمن رؤية 2035»

نشر في 04-11-2018
آخر تحديث 04-11-2018 | 00:05
أكد المندوب العام لمجموعة «باريس أوروبلاس» المعنية بترويج باريس عالمياً كمركز مالي كبير، أرنو دو بروسون، أن فرنسا تعد البيئة الأفضل في أوروبا، وذلك بفضل الكوادر والخبرات التي تمتلكها، إلى جانب التعاون مع الدول الخارجية، لافتاً إلى تحسن قواعد العمل فيها بعد انتخاب إيمانويل ماكرون.
وأوضح بروسون، في لقاء مع «الجريدة»، أن انتخاب ماكرون أوجد مرونة ونظاماً للضرائب، جعل باريس اليوم أكثر بيئة صديقة للأعمال في الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع الكويت، والمساهمة في تحولها إلى مركز مالي عالمي.
وبيّن أن الشركات الفرنسية تستطيع أن تساهم اليوم أكثر في خطط الكويت المستقبلية ضمن رؤيتها الاقتصادية 2035، لا سيما أن باريس أخذت زمام القيادة كمركز مالي عالمي في الاتحاد الاوروبي، وذلك في سياق البريكست، وهي تمتلك في هذا الإطار نقاطاً اقتصادية قوية... وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
• في البداية حدثنا عن زيارتك للكويت وسبب اختيارك لهذا التوقيت تحديدا للقيام بها.

- في الحقيقة، مجموعة «باريس يوروبلاس» هي منظمة مسؤولة عن ترويج باريس كمركز مالي عالمي داخل الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الصدد تعمل المجموعة على تطوير علاقات فرنسا بدول العالم، بما في ذلك دول الخليج العربية، مثل السعودية والإمارات، إلى جانب الكويت، التي تأتي زيارتنا لها في هذا التوقيت لتعميق العلاقات الفرنسية معها، لاسيما بعد التطور الكبير الذي تشهده الكويت على مستوى الاستثمار الداخلي والخارجي، ولقد لفت انتباهي هنا مدى تطور البنية التحتية الجاذبة للمستثمرين الأجانب مثل الجسور والأبراج الجديدة، علما بأننا على اتصال جيد بالمستثمرين الكويتيين، وقد قمت بزيارة الكويت مرتين قبل ذلك، وهذه هي الزيارة الثالثة لها، حيث حدث فيها تغيرات كثيرة.

علاقات قوية

• لماذا تركز الجولة على دول الخليج؟ وهل ترى هذا التوقيت مناسباً في ظل وجود خلافات بين بعض الدول الخليجية؟

- الأمر بالنسبة إلينا يعتمد على مدى علاقاتنا بهذه الدول، فنحن نمتلك علاقات جيدة وقوية مع كل دول الخليج في هذه المنطقة، وبما أننا رجال أعمال فمهمتنا الأساسية هي تطوير علاقات العمل المشترك، والحقيقة أن المجموعة تهدف من هذه الزيارة إلى إطلاع الكويت والدول الخليجية على الديناميكية الجديدة، التي ظهرت في فرنسا حاليا، بعد انتخاب ايمانويل ماكرون رئيسا منذ عامين، إذ يوجد تغير في الطريقة التنافسية لفرنسا، كما أن البريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيعطي باريس فرصة جديدة لتثبت للعالم جدارتها بقيادة السوق المالي للاتحاد في المستقبل.

• لماذا بدأت زيارتك الخليجية بالكويت؟

- لأن لدينا علاقات قوية بالسوق الكويتي، ونرغب في تطويرها على جميع الصعد، إذ تعتبر فرنسا شريكا مهما للكويت، وهي أول مستثمر أوروبي فيها، ويتجلي ذلك في حجم الشركات والمشروعات الصناعية في الطاقة والإنشاءات والبنى التحتية وإعادة تدوير المخلفات.

كما تشير الأرقام إلى أن صادراتنا للكويت نمت العام الماضي بنسبة 15 في المئة، ولهذا فإن زيارتنا الآن تعمل على تسريع وتطوير وجود العمل الفرنسي في الكويت، ونعرض الفرص الفرنسية داخل البلاد، كما تمت دعوة أصدقائنا في الكويت من رجال الأعمال لتنظيم حلقة نقاشية في باريس لعرض الفرص الاستثمارية الكويتية. وفي هذا الصدد، زرنا البنك الوطني الذي يعمل على تطوير ودعم مشروعاته وأنشطته في فرنسا.

نقاط قوة

• وفقاً لرؤية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، تم وضع خطة لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا... من وجهة نظركم كيف تستطيعون مساعدة الكويتيين في هذا المجال؟

- بداية دعني أتحدث عن الجانب المالي، لأنني أمثل الجانب المالي لباريس، وبعد ذلك يمكن ان نتكلم عن الجوانب الاقتصادية، فهناك حقيقة كبرى وناقشناها هنا في الكويت، هي أن باريس أخذت زمام القيادة كمركز مالي عالمي في الاتحاد الاوروبي، وذلك في سياق البريكست، وهي تمتلك في هذا الإطار نقاط قوة تتمثل في «ال سي يو»، وهو أكبر بنك دولي يقوم بتطوير أنشطته في باريس، إلى جانب «ال كلاينتس» الذي يمثل تعاونا بين بنوك كبرى وفرنسا، التي تمتلك المواهب ونوعية المهارات، والتي يوجد معظمها في البنوك والقطاع المالي، ولذلك تعد باريس هي المركز الرائد في أوروبا فيما يخص تطوير التكنولوجيا العالية.

ومنذ انتخاب إيمانويل ماكرون ظهرت بيئة تنافسية فيما يخص البيئة التنظيمية، وذلك بفضل الاصلاحات التي تم تمريرها من جانب ماكرون، وذلك فيما يخص قواعد التسمية الاكثر مرونة، والضرائب التي تم رفض الكثير منها، ومجموعة الاصلاحات التي جعلت باريس اليوم بيئة صديقة للاستثمار في الاتحاد الاوروبي، وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نعرض على الكويت شراكة أكبر مع باريس باعتبارها مركزا ماليا عالميا، وذلك لتحقيق رؤية الكويت وتحولها إلى مركز تجاري عالمي أيضا.

أما من ناحية التطوير الاقتصادي، فنحن نعلم أن الكويت لديها مشروعات كبيرة للمستقبل ضمن خطة 2035 الاقتصادية، مثل مشروع إنشاء مدينة الحرير وتطوير المرافق السياحية والجزر، وفي هذا الصدد يمكن لفرنسا المشاركة بما تمتلكه من شركات تنافسية عديدة في جميع المجالات، لاسيما الطاقة مثل «إنجي» و«توتال»، وفي مجال الإنشاءات مثل «وييج»، التي شاركت بالفعل في بناء عدة جسور هنا في الكويت، وشركة إيفاج التنافسية في مجال الكبسولات الاقتصادية، والتي تعاقدت مع مجموعة باريس للمطارات، كما نمتلك شركات كبرى في مجال معالجة المياه وتنظيم الحياة البيئية مثل «سويزوفيوريا»، وبناء على ذلك تستطيع فرنسا المشاركة بشركاتها العالمية في تطوير الكويت وإعدادها لتكون مركزا اقتصاديا عالميا جديدا.

الشركات الناشئة

• من خلال تعاملك مع المشاريع الصغيرة، وتركيز الكويت في العام الأخير على هذا القطاع لإيجاد مصدر آخر لاقتصادها، ودعم الشباب الذين يضطرون للبدء بمشروعات صغيرة... كيف يمكن مساعدة الكويتيين في تنمية هذا القطاع؟

- يمكننا أيضا تطوير هذا المجال، وذلك من خلال التعاون والشراكة، فمنذ عشر سنوات تعمل فرنسا وباريس في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وتطوير الشركات الناشئة، والتي ستصبح عالمية ومنافسة عند ذهابها للسوق العالمي.

حتى في المجال المالي، ما نسميه «ثين تيك»، فباريس اليوم هي الاولى في الاتحاد الاوروبي فيما يخص تطوير «ثين تيك»، وهي متفوقة على لندن في هذا الإطار، ونشيطة جدا بوجود مجموعة كبيرة من الشركات الناشئة في مجال اليبانات الكبرى وإدارة المخاطر والتمويل الاجتماعي والتمويل المستدام والذكاء الاصطناعي، وفي مجال «بروك تشين» تجدر الإشارة إلى أن باريس هي السوق رقم واحد حتى في وجود المركز الرئيسي في لندن، وذلك فيما يخص مشروعات تنفيذ الأنشطة الخرسانية.

وبناء على ذلك، فباريس نشيطة جدا في ذلك، وبالتساوي أيضا مع الصناعات الخاصة، والتي تشارك في الجوانب المالية لهذه الشركات الناشئة، كما تأتي فرنسا في المرتبة الثانية بعد بريطانيا أوروبيا فيما يخص تطوير الجوانب المالية ونموها القوي جدا، وفي المساواة مع الصناعات الخاصة.

ونما إلى علمي أن المستثمرين الكويتيين، ومن ضمنهم المؤسسة المالية الكويتية، يستثمرون في الاسهم الخاصة حول العالم، بما في ذلك اوروبا وفرنسا، وهو ما يفيد بأننا نمتلك شراكة بالفعل مع المستثمرين الكويتيين في هذا المجال، ونحن على جاهزية لتطوير شراكة صناعية أكبر بين الشركات الفرنسية الناشئة والشركات الكويتية الناشئة وبين صناعة الاسهم الخاصة الفرنسية وصناعة الاسهم الخاصة الكويتية، ونستطيع العمل معاً من أجل المستقبل.

وبعيدا عن البريكست، فإن «باريس يوروبلاس» لديها استراتيجية للمستقبل، وهدف واحد هو توطيد مكانة باريس كمركز مالي قائد في الاتحاد الاوروبي، وجعلها المركز المالي للمستقبل.

وبالنسبة إلى الأنشطة التقليدية مثل سوق الاسهم وادارة الاصول، ففرنسا قوية جدا في مجال ادارة الاصول، ولديها لاعبون دوليون يعملون في الهيكل الاقتصادي الكويتي والهيكل الاجتماعي مثل ابوندي وبانديراس.

غير أننا في المؤسسة نمتلك ثلاث اولويات لرؤيتنا، تتمثل في تطوير شركات ذات تكنولوجيا عالية في القطاع المالي والابتكار المالي، وفي المجال المالي ككل لدينا بنوك كبيرة وشركات فائدة، ولكن لدينا ايضا «ثين تيك»، وتطوير التمويل المستدام وتمويل المناخ، إذ تعد باريس واحدة من القادة العالميين في تمويل المناخ، إلى جانب الصين اليوم، وأخيرا تطوير الثقة بالتمويل، وهو موضوع يمكن ايضا ان نساهم به في تمويل المشروعات هنا ضمن خطة الكويت 2035، بسبب وجود لاعبين صناعيين كبار لدينا ولاعبين ماليين.

بنوك رائدة

• من خلال رؤيتك المالية... كيف تقيم التجربة المالية للكويتيين، مقارنة بدول الخليج الأخرى؟

- نعلم أن الكويت لديها ممثلون أقوياء وسوق قوي وسلطة مالية قوية وبنوك قوية ونشيطة في هذا المجال، ونذكر البنك الوطني الكويتي كمثال على ذلك، ويوجد 11 بنكا أخرى من الكبار، وهي تدخل اليوم أكثر فأكثر في المجال العالمي، وتشارك كذلك في المشروعات المالية بالدول الإفريقية، ونحن مهتمون ببناء شراكة مع بنوك الكويت في إفريقيا ودمج خبراتها بخبرات البنوك الفرنسية في إفريقياـ

• هل أثّر الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي على أداء مؤسستكم؟

- لا أحد يستطيع التنبؤ أو تأكيد ما سوف يحدث في الأسابيع والشهور المقبلة بالمملكة المتحدة، والحقيقة الأكثر أهمية هي أننا غير متأكدين، والشركات في السوق المالي تشاطرنا نفس الشيء، ولذلك نحن ننتظر ما سيحدث في الأسابيع المقبلة، سواء بالخروج البريطاني أو عدمه.

ولا نعرف ما اذا كان الناس يريدون إلغاء البريكست أم لا، والقضية الكبرى هي عدم التأكد من هذا الامر، فالأمر لا يزال على الطاولة، وكل الاسواق العالمية التي لدينا علاقات قوية معها تقول انها تريد تسريع خططها لكي تقوم بعمل إعادة توازن لأنشطتها المتعلقة بالعملاء الاوروبيين في الاتحاد الاوروبي، بسبب نتائج خسارتهم لجوازات سفرهم إذا تم البريكست، وبسبب عدم التأكد، وبسبب بقائهم في مكانهم في التعامل مع السوق الأوروبية، والتي تمثل 3500 مليون مستهلك، وهي الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة، وضروة وجود لاعبين في لندن للتشغيل، وبسبب هذا الموقف من عدم التأكد هم يقومون بتسريع خططهم في النقل.

أما باريس فتأخذ القيادة من الآن فيما يخص الماليات بوجود البنوك العالمية وإدارة الأصول، وسيقوم «ال إتش بي سي» بإضافة 1000 شخص إلى عماله، وبنك أميركا سيضيف 400 تاجر سينتقلون الى باريس، وسيضيف «ايتي مورغان البريطانية» من 80- 250 شخصاً، حتى البنوك البريطانية ستزيد عدد موظفيها في باريس إلى الضعف.

وعلى صعيد ادارة الاصول المعلنة من «بلاك روك» فإنها ستنشئ ادارة اوروبية مستدامة في باريس والشركات الاخرى وإدارة السلطة الاوروبية المالية في باريس، وهو ما سيجعل باريس تتولى القيادة، حتى ان جريدة «الفايناشينال تايمز» كتبت منذ اسبوع ان باريس هي مركز البريكست في الشهور والاسابيع المقبلة، وهذا يدل على ان باريس لديها ادوار رئيسية في الانشطة التي ستنقل للاتحاد الاوروبي.

البيئة الأفضل

• موضوع تحب التطرق إليه؟

- أود أن ألخص ما تحدثت عنه، فمن حيث الجانب المالي تعد باريس البيئة الأفضل في أوروبا، وذلك بدمج العملاء والتعاون والكوادر والخبرات، ونستطيع إضافة حقيقة أنه منذ انتخاب ايمانويل ماكرون تحسنت قواعد العمل في فرنسا، وهناك مرونة ونظام للضرائب، وكل هذا جعل باريس اليوم اكثر بيئة صديقة للاعمال في الاتحاد الاوروبي، وهو ما يعطيها الفرصة لجذب الاستثمارات القادمة من لندن، وعلى الجانب الآخر نريد أن نؤكد أن الشركات الفرنسية اليوم تساهم أكثر في خطط الكويت المستقبلية ضمن الخطة الاقتصادية الكويت 2035.

فرنسا شريك مهم للكويت نظراً لحجم الشركات والمشروعات الصناعية وهي أول مستثمر أوروبي فيها

صادراتنا للكويت نمت العام الماضي بنسبة 15٪

باريس البيئة الأفضل في أوروبا بفضل كوادرها وخبراتها وتعاونها الخارجي

مجموعة «باريس أوروبلاس» تسعى لترويج فرنسا كمركز مالي عالمي داخل الاتحاد الأوروبي

الكويت شهدت تطوراً كبيراً على صعيد الاستثمار الداخلي والخارجي بعد مشاريع البنى التحتية
back to top