تقاعد مبكر... خراب أكبر!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
في الواقع إن من سيستفيدون من هذا القانون، ويلجأون إلى التقاعد المبكر هم الموظفون الأعلى تأهيلاً، والذين صرفت الدولة على دراستهم وتأهيلهم مبالغ طائلة، مثل الأطباء والوظائف الطبية المساعدة والتخصصات الهندسية المعقدة والمدرسين... إلخ، لأن هؤلاء رواتبهم التقاعدية عالية، والطلب عليهم في القطاع الخاص سريع وفوري عند تقاعدهم، إضافة إلى قدرتهم على إنشاء مشاريع خاصة بهم، مثل عيادات ومكاتب استشارية ومدارس خاصة عند تقاعدهم.إذاً ونتيجة لذلك، فإن مستشفياتنا الجديدة المعطلة بسبب نقص الكوادر الفنية الوطنية ستتطلب مزيداً من الكوادر الأجنبية، ومشاريع رؤية الكويت 2030 ستتطلب آلاف المهندسين والفنيين الأجانب، ومدارسنا ستعاني نقص الهيئات التعليمية التي ستتطلب مزيداً من لجان وزارة التربية لكي تطوف العالم لتجلب المعلمين، في ظل ندرة المعلم المؤهل والمتميز في معظم الدول العربية، وهو ما يناقض كل كلام النواب عن تعديل التركيبة السكانية، خاصة أن معظم من ينتظر دوره من الكويتيين في طوابير التوظيف هم أصحاب التخصصات المكتبية، إذ لا يوجد مثلاً طبيب أسنان أو أخصائي أشعة كويتي يبحث عن وظيفة.أعلم تماماً أن قضية التقاعد المبكر أصبحت قضية انتخابية وشعبوية، ولن يلتفت النواب أو أغلبيتهم إلى الضرر الخطير والدائم من جراء إقرار هذا القانون المدمر، وأثره كذلك على الصناديق التأمينية، كما أن الحكومة لن تقاوم أكثر، وستجعل القانون يمر، وللأسف سنرى التداعيات المؤلمة لهذا التشريع خلال السنوات العشر المقبلة، سواء على فاعلية القوى العاملة الوطنية أو التركيبة السكانية.